لم يُتمَ تمام سلام تكليفه في التشكيل الحكومي انتظاراً منه لضؤ أخضر اقليمي يدفعه الى التشكيل وفق المحاصصة السياسية المعروفة بين الجهتين الآذاريتين في ظل انقسام سياسي حاد ألغى من احتمالات التوصَل الى مخرج مقبول لملء الشاغر الدستوري وتوفير سلطة قادرة على متابعة ملفَات عادية ونائية بنفسها عن الدخول بملفَات أزماوية داخلية كانت أو خارجية, وتحضرَ الأجواء المطلوبة للاستحقاق الرئاسي لتجاوز نقاط الفراغ في الدستور . يبدو أن الرئيس المُكلف اليوم أمام مسؤولية دستورية تستدعيه الى البحث في التشكيل المرضي للاطراف, وهذا أمر متعذَر في ظلَ المناكفة السياسية القائمة, ودعوة كلَ جهة الى تشكيلة حكومية منسجمة مع مصالح أطرافها ,وعدم توفَر تقاطعات داخلية يمكن الاستناد اليها لتظهير صورة الحكومة, خاصة وأن تصعيد قوى الثامن من آذار كان عالياً جداً وواضحاً أيضاً وناصحاً للرئيسين بعدم الدخول في لعبة الحكومة المُتحدية لأن في ذلك تعميم للفوضى أي اسقاط للمؤسسات الرسمية . اذن المعايير الداخلية الايجابية غير متوفَرة, واللبنانيون أصلاً لم يتوصلوا يوماً الى اتفاق أو هُدنة مؤقتة منذ نشاة الاختلاف فيه, والانقسام عليه ,وكل تسوياتهم كانت نتيجة لارادة خارجية من هنا نستصعب أن يتوصل اللبنانيون الى ايجاد مخارج تنجيهم من مآزقهم . هناك من يحلل بطريقة غير منسجمة مع الواقع اللبناني, ويعتقد أن الرئيسان سيشكلان حكومة مُبررة دستورياً, وأن تعطيلها, أو مرورها, مرهون بمواقف النائب وليد جنبلاط منها .وفي الجهة الأخرى من شهر آذار, هناك من يرى صعوبة قيام رئيس من المعنيين بتشكيل حكومة دون ضؤ أخضر مباشر من حزب الله الواضح في خياراته لطبيعة ووظيفة الحكومة في التعامل مع الأمر الواقع وعدم التعدَي عليه . وهناك من يسأل من خارج الاصطفاف الآذاري عن كيفية تجاوز أزمتيَ الحكومة والرئاسة اذا كانت مواقف المسؤولين مُفضية الى الفراغ ,أو الفوضى ؟ أوساط من داخل الجهتين تشير الى أن قوى الرابع عشر من آذارمتحمسة لحكومة الأمر الواقع لجرَ أخصامهم الى مواجهة الاستحقاق الدستوري, وهم غير مستعجلين لتسوية غير مستوفية الشروط . وتشير الى أن قوى الثامن من آذار مؤمنين بجنة الفراغ, وكافرين بنار الفوضى, لهذا يمكن وضع الاستحقاق اللبناني في ثلجة سورية, أوالتمهل لاقتراب موعد التقاطع السعودي الايراني لارساء الهُدنة المطلوبة . لا شيء خارج شهادات ومواقف أهل العقد والحلَ. لهذا لا أحد يملك تصوراً أو يستند الى تحليل يعطي لبنان فرصة الخروج من هذا الغثيان, ويجعل الصورة السياسية فيه, والدستورية, أبهى من سوادها القاتم .