اعتبر رئيس جامعة الحكمة الأب كميل مبارك أنّ التهديد الذي يطال المنطقة لا يطال المسيحيين وحدهم بل جميع مواطني المناطق المنكوبة بالشر الذي يأتي بارادات شيطانية لمن فقدوا المحبة وأضاعوا معنى الأخوة الانسانية فأصبح همهم القتل والتشريد.
ولفت مبارك، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ الخطر يطال اليوم كلّ من يختلف بالرأي مع جماعات الشر، مشيرًا إلى أنّ خطف المطرانين في حلب وراهبات معلولا يندرج باطار ارادة الشر التي تسيطر على المنطقة.
ونبّه مبارك إلى أنّ اللاعبين الأساسيين من الشرق والغرب، من عرب وافرنج وعجم، لم يعودوا قادرين على ردع الأشرار الذين خرجوا عن طاعة مموّليهم ومنفذي رغبات سيئة في هذا الشرق. وقال: "وعدونا بمخاضٍ عسيرٍ وشرق أوسط جديد وربيع عربي فاذا بالنتيجة آلاف القتلى وملايين المشردين".

 

أبواب الجحيم لن تقوى على الحقيقة
وأشار الأب مبارك إلى أنّ الوعد السيء أتتنا به عقول مسكونة من الأبالسة لا تميّز بين دين ودين بل تعدّ لتنفيذ مآربها الخاصة. وأضاف: "إذا كان الحقل في الشرق خصبًا لمثل هذه المؤامرات، إلا أنّ المسؤولية تقع على المدبّرين والمنفذين".
ولفت الأب مبارك الى أنّه وبما أنّ المسيحيين غير مسلحين، ولا منضوين في ميليشيات قتالية، وليس في دينهم ما يدعو للموت، فمن الطبيعي أن يكون فعل الشر أقرب اليهم فيكونوا ضحية سهلة لمن يرغب بذرع الاضطراب والفتنة بين الناس.
وأضاف: "إذا لم نستطع أن ننعم بالطمأنينة، فاننا نعيّد بقوة الايمان وفعل الرجاء وزرع المحبة .. فلا بد للحقيقة أن تنتصر لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها".

 

نصلي في العيد ليستفيق ضمير الأشرار وعقلهم
وأوضح الأب مبارك أنّ الفرح المسيحي ليس من أفراح الأرض بل يأتي من تجسد سيدنا يسوع المسيح الذي نحتفل به، وقال: "فرحنا من السماء ومهما قست علينا أمور الأرض لن تستطيع أن تزيل هذا الفرح".
واضاف: "نصلي بمناسبة عيد الميلاد على نية الاشرار ليستفيق ضميرهم وعقلهم فيعودوا للاعتراف بأبوة الله لنا وبالأخوة الانسانية".