دعا وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال مروان خير الدين لمحاسبة مسؤولين لبنانيين بعضهم انخرط في البرلمان يجاهرون علنا بدعم جهات تكفيرية تقتل عناصر الجيش اللبناني، معتبرًا أنّ هؤلاء خونة كونهم يهاجمون الجيش ويتعاطون معه كعدوّ لهم.
وأسف خير الدين، في حديث لـ"النشرة"، لتحوّل الخيانة لوجهة نظر، مشدّدًا على أنّ المؤسسة العسكرية تبقى اليوم المؤسسة الوحيدة التي تحمي لبنان، لافتًا إلى أنّ سعي المجموعات المتطرّفة لاستهدافها متوقع باعتبارها أنّ مخططها استهداف الاستقرار اللبناني، لكنه اعتبر أنّ "الجيش سيرد بحزم وقوة في حال التعرض لسلامة جنوده والوطن وسيضع حدًّا لكلّ الأعمال المخلة بالأمن كونه يحظى بغطاءٍ شعبويٍ لتنظيف الساحة من الجماعات الارهابية التي تعبث بأمننا".
ووصف خير الدين الوضع الأمني في لبنان بـ"المقبول مقارنة مع الأوضاع في سوريا"، لافتًا إلى "أنّنا نعوّل على وعي الجهات السياسية الأساسية لعدم استيراد الأزمة السورية إلى لبنان بعد مرور حوالي 3 أعوام على الأحداث هناك، وقال: "كلّ الجهات والأحزاب الأساسية في لبنان أعلنت مسبقًا سعيها لتجنيب البلاد تداعيات ما يحصل في سوريا ونأمل ألا يتغير هذا الموقف باعتبارنا مررنا بحرب قاسية طوال 15 عاما ولا يجوز أن تكون ذاكرتنا قصيرة".

 

ننتظر أن يتمّ سوقنا كالخراف لنتحاور بالخارج
وشدّد الوزير خير الدين على أنّ لبنان لا يُحكَم إلا بالتوافق، داعيًا جميع الفرقاء للجلوس حول طاولة الحوار والانطلاق من النقاط المشتركة للتوافق بعدها على النقاط الخلافية، إلا أنّه استهجن كيف "أنّ هناك أصواتا ترفض منطق الحوار ما يشكل منحى خطيرًا تتخذه الأمور لم نشهده حتى خلال الحرب".
وتوجه للقائلين بعدم جدوى الحوار قائلا: "لا جدوى لوجودكم"، داعيا ناخبيهم لمحاسبتهم عبر صناديق الاقتراع.
وأضاف: "بدل ان ننصرف لحوار داخلي نحل به أزماتنا المتراكمة ها نحن ننتظر ان يتم سوقنا كالخراف الى بلد ما لابرام اتفاقات على غرار ما حصل في الطائف والدوحة، وهذا أمر معيب"، وتابع: "يتوجب أن نكون بدرجة من الرشد أن لنتحاور من دون جرنا بالقوة اليه".

 

للعبور من جمهورية الطائف إلى الجمهورية الثالثة
واعتبر خير الدين، ردًا على سؤال، أنّ طاولة الحوار اليوم باتت أشبه بمؤتمر جنيف 2 الذي يسعى لحل الأزمة السورية، فكل فريق يسعى لتحسين شروطه قبل الجلوس على الطاولة وهو ما يحصل تماما في لبنان.
وأشار خير الدين إلى أنّه بات من الواجب العبور من جمهورية الطائف الى الجمهورية الثالثة بعد التوافق على عقد اجتماعي جديد، وعلى الأسس التي ستنظم عيشنا سويا في السنوات المقبلة، وقال: "نحن نعيش في نظام سياسي يتيح لأيّ طرفٍ تعطيل الحياة السياسية لكنّه لا يسمح بالحلول إلا من خلال التوافق"، واعتبر أنّ هذا النظام سيءٌ باعتباره يعتمد على الديمقراطية التوافقية التي أثبتت أنّها غير نافعة.
وبموضوع الاستحقاق الرئاسي، لفت إلى أنّنا عايشنا الفراغ الرئاسي في حقبة الرئيس السابق إميل لحود، "ولدى لبنان مناعة كبيرة للتعامل مع أزمات مماثلة"، مشددا على ان ذلك لن يتم الا بالحوار والتلاقي.