ومنذ ان اطلق وزير الدفاع اللبناني تصريحه الاعلامي الشهير الذي اكد فيه مستندا على تقارير لم تصل الى غيره من المسؤولين اللبنانيين عن وجود خلايا لتنظيم القاعدة داخل مدينة عرسال وفي جرودها وبدون ان يحرك اي ساكن الا شاشات التلفزة ووسائل الاعلام وهو المعني المباشر بحماية البلد من اخطار هذا التنظيم الارهابي بالادوات الامنية وليس بالتصاريح الاعلامية ،وان  كان من الملفت ان هذا الاعلان في 29-11-2011 عن تواجد ما يسمى بالقاعدة كان قد سبق اي نشاط فعلي لهذا التنظيم او غيره من التنظيمات الارهابية باكثر من عام على اول عمل اجرامي  مورس بحق اهلنا في الرويس واسند الى هذه المجموعات  والذي حدث في 18- 8 – 2013 ، الا انه ومنذ لحظة التصريح " التاريخي " دخلت عرسال وبقوة دائرة الاستهداف حتى باتت متصدرة قائمة الاماكن الحمراء للاعلام النظام الاسدي في لبنان ، وارتفعت وتيرة هذا الاستهداف بشكل كبير مع بدايات الهجوم العسكري للنظام على منطقة القلمون السورية بخطة معلن عنها تهدف الى " تحرير " ضفتي الحدود اللبنانية السورية ، ومن هنا تكمن " جريمة " عرسال وجرودها التي كان قد وقف اهلها منذ بداية اندلاع ثورة الشعب السوري موقفا ينسجم مع تاريخ العراسلة المقاوم للاحتلال والرافض لاي ظلم ، فبات مكانها الطبيعي هو الى جانب الشعب السوري في ثورته ففتحت صدرها وبيوتها لكل الهاربين من براميل الموت التي تقذفها طائرات الميغ الممانعة ، فوق رؤوس الاطفال والنساء ، والذين لم يجد من تبقى منهم احياءا،  طريقا للحياة ،  الا الهروب باتجاه عرسال ففيها عادت اليهم انفاسهم وتضمدت جراحات مصابيهم وعادت دماؤهم تسير في العروق بعد احراز دفئها ،، فاعاد اهل عرسال الطيبون حكاية الانصار والمهاجرين مرة اخرى ، حتى يقال ان اللاجيئين " المهاجرين " اليها بلغ اضعاف عدد سكانها الاصليين ، ولان بموقعها الجيوسياسي المهم تشكل عائقا طبيعيا يحول دون تقديم العون العسكري من لبنان الى قوات الاسد المتخبطة في معركته " القلمونية " وهو بأمس الحاجة الي هذا الدعم  ، لذا فان كل ما يحاك ويقال ويكتب بوحي من العقول المخباراتية لاقبية البعث وحلفائه ، انما يهدف بشكل اساسي الى محاولة تبديل دور عرسال بجعلها طريق للموت يجتازه العابرون من لبنان الى الداخل السوري ، وتأبى هي لانها الحريصة الا ان تبقى طريقا للحياة .