وما ان تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر تقديم ادارة " المجموعة اللبنانية للاعلام " المسؤولة عن ادارة تلفزيون " المنار " واذاعة  " النور " اعتذار خطي ورسمي لحكومة مملكة البحرين حتى اثار هذا الخبر عاصفة فيسبوكية فتحول الى الخبر الاول ومن طرفي الناشطين المؤيد لحزب الله والمعارض له ، وكان اللافت في خضم هذه الفورة هو ما صدر عن كثير من مناصري الحزب الذين لم يخفوا صدمتهم واستنكارهم حتى انه وصل الحال باستياء البعض منهم بان هاجم قيادة الحزب متهما اياها بعدم التمايز كما كان يعتقد عن الكثيرين من القوى الموجودة من خلال استعدادها للدخول بصفقات ومساومات من اجل الحفاظ على مصالحها الخاصة وبانها مستعدة ان تضرب بعرض الجدار ما كانت قد جيشت الجماهير به على  اساس ما كان يقدم له بانه منظومة قيم لا يمكن ان يحيد عنها والمتناقض تماما مع ما جاء في مضمون نص الاعتذار من اعتراف واضح وصريح من ادارة تلفزيون المنار واذاعة النور بعدم التزامهما الموضوعية في نقل الاحداث الجارية في البحرين  ، ولا غرابة من حجم الصدمة الكبيرة خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ما يمثل تلفزيون المنار من وسيلة معتمدة وتكاد تكون وحيدة في تشكل الثقافة السياسية والقناعات عند المحازبين فضلا عن الجمهور الداعم بالدائرة الاوسع ، مما جعل هذا الجمهور في لحظة الاعتذار واكتشاف الحقيقة وكأنه يسبح في فضاء من الفراغ وهو الذي طالما كان يعتبر نفسه يأوي الى ركن متين ويقف على ركائز صلبة واسس متينة مبنية على قواعد الصدق والمصداقية ، هذا الاعتقاد الذي حوله الى مجرد جمهور متلقي لا يجد حاجة للجوء الى عناء تحليل الخبر او تكليف نفسه البحث عن صحة اي خبر طالما انه صادر عن تلفزيون المنار الذي يكاد بنظره يكون لا ينطق عن الهوى ،، ولان هذه الحالة المستجدة عند جمهور الحزب والذي خلقه بيان الاعتذار لن تنحصر حتما في موضوع البحرين بل انها ستنسحب الى مواضيع اخرى كالموضوع السوري وحتى الى الموضوع اللبناني نفسه وجدت قيادة الحزب نفسها مضطرة لاصدار بيان توضيحي بعد منتصف الليل تعتبر فيه ان الاعتذار انما صدر عن ادراة " المجموعة اللبنانية للاعلام " وكان تقديرا خاصا لا يعكس ارادة الحزب ! ولا ادري هنا هل اكتفى جمهور الحزب بهذا التوضيح ؟ وهل اقتنع فعلا ان قرارا بهذا الحجم ممكن ان يصدر بشكل فردي بدون الرجوع الى المعنيين ؟حالة من التشكيك لا تزال موجودة عنده  خاصة في ظل خروج اصوات من بينه تطالب بمحاسبة الوفد " المرتكب " وايضا بعدم الاكتفاء بهذا البيان " الليلي " والذي لم يوجّه للجهة المعنية ، والمطالبة باعلان " نهاري " يوجه هذه المرة لاتحاد الدول العربية معاكس لبيان الاعتذار ، وفي خضم هذه المعمعة لا اجد بدا من تسجيل نقطة ايجابية لصالح جمهور حزب الله بالاعتراف له بخاصية استعداده للدفاع عن نفسه في وجه من قد يمس حالته البنيوية حتى ولو كانت هذه الجهة هي القيادة عينها ، وهذه الميزة المكتشفة هنا والتي تعتبر مؤشر نضج ربما نفتقدها عند جماهير الاحزاب الاخرى ، بالرغم من ان التساؤل الناتج عن هذا الالتباس بحقيقة الموقف لا يزال قائم وهل اننا سنشاهد في القادم من الايام تغطية حراك الشعب البحريني السلمي والمحق على شاشة المنار ؟ هذه الشاشة التي ستبقى معلقة الى حينها بين الموضوعية والاعتذار .