نجح بندر بن سلطان في زيارته الأولى لروسيا, وأقنع عرضه الرئيس الروسي الذي باع الأسد لصالح السعودية, ولصالح الربيع العربي المتصل بالسياسة الخليجية ومن بوابة المملكة المفتوحة على دور أوسطي يوفر لها مكانةً تُنافسُ فيها أدوار دول تملك مواصفات القوة لكنها لاتتمتع بحضور خارج رقاعها الجغرافية, وتبرز تركيا واسرائيل كمثال كاشف, في حين تجتاز ايران مثال الدولتين لتتقدم في منطقة على موعد مع منتصرسعودي أو ايراني من خلال حربهما المدمرة لبلاد كثيرة ,من اليمن الى سورية, ومن البحرين الى لبنان, مروراً بالعراق وباكستان, وحروب طائفتيَ الدولتين المشتعلة أو المطمورة تحت رماد جمر المصالح الايرانية والسعودية . في العودة الى الرجل الذي يملك رصيداً مفتوحاً في بنوك السياسة العالمية لا بدَ من وضع زيارة بندر بن سلطان الثانية لروسيا من زاوية التقيم للاتفاق الضمني بين السلطان والقيصر حول سورية ,ويبدو أن الطعم المصري كان كافياً ومغرياً لروسيا كي تتعاطى مع الطرح السعودي بجدية فعلية اقتراباً من شرق لم تفلح روسيا الشيوعية من دخوله بمهارة كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية, فهل تفلح روسيا الأوروبية في استثمار اللحظة العربية الاستثنائية ؟ مؤشرات التفاعل الروسي مع العرض السعودي كبيرة جداً, وأهمها تسليم النووي السوري للولايات المتحدة, وبذلك خسر الأسد ورقته الأخيرة, وباتت سلته فارغة من أي ورقة قوَة كانت تحميه ,وتفرضه كحصة سياسية في أيَ تسوية دولية, وفي ذلك تخل واضح عن الرئيس السوري, وعن دوره في أيَ مستقبل سياسي, لأن المشهدالسياسي خشبة للأقوياء وللذين يملكون القوَة , لا للذين يفقدونها, لقد أُنهك الأسد, ففي الداخل هناك من يقاتل عنه, وفي الخارج هناك من يتكلم عنه, وهو بين هذا وذاك ينتظر مآلات جنيف\2أو أيَ جنيف لا يملك فيه السوريون حق تقرير مصيرهم, لأن الأسد, والمعارضة, قد دخلا طوعاً أقفاص الدول الممسكة بالأزمة السورية , وبات دورهما مرتبطاً بشكل الأزمة لا في المضمون .