لا يشككن احد ان قطار التسوية الايرانية الامركية قد وضع على السكة الصحيحة ، وان هديره يكاد يسمع في لبنان الذي سيكون اول من يجني ثمار هذه التسوية بعد البلدين المعنيين ، لذا فان المسؤولين عندنا  يصنّون اذانهم صوب المشرق لمعرفة سرعته ومدى اقترابه الينا ، فمنهم من ينتظر ويتهيأ للصعود ومنهم من يتوجس خيفة لانهم يعلمون علم اليقين ان لا مكان لهم فيه ، وبالتالي فان مصيرهم المحتوم هو الهرس تحت عجلاته الثقيلة عند اطلالة اول ملامح مقطوراته في لبنان ، واذا كان من نافلة القول كما يؤكد مطلعون على خبايا الامور بان الخاسر الاكبر بمرحلة ما بعد التسوية سيكون بشار الاسد الذي يستحيل عليه حجز مقعد له ، فهذا يعني انه اي الاسد ومعه ازلامه و" جنوده الصغار " في لبنان سيعملون بكل ما اوتيو من قوى ومن اوراق كي يحاولوا منع وصول القطار او على الاقل تأخير وصوله ، وهذا ما يمكن ان يفسر لنا غياب خبر لقاء بري – السنيورة عن صفحات جريدة الاخبار حتى كأنه لم يحصل اصلا خاصة ان الرئيس بري لم ينفض عنه بعد غبار طهران وما تحمله من اجواء تسووية وهو المؤهل كما عهدناه في تحويلها الى لقاح يخشى عند التقائه مع شخصية بحجم السنيورة وما يمثل من قابليات التقاتية لتسويات لا مناص له من احتضانها كخشبة خلاص له ولفريقه قبل ان تجرفه امواج نهر التطرف الهادر الذي لن يؤدي به الا الى الغرق او الى رميه على احدى ضفتيه كجثة سياسية هامدة ، فهكذا لقاء مع ما تخلله من "كركعة " صحون ولمدة اكثر من ساعتين لا بد اننا سنشهد ما يتولد عنه من اولى ظهور براعم المرحلة القادمة ، وبتقديري فهذا ما يمكن ان يفسر لنا هذه العودة غير المحمودة للنيران المفاجئة على محاور طرابلس عبر تحريك النظام السوري لاحد جيوبه في لبنان كواحدة من محاولاته اليائسة بتعسير ظهور المولود الجديد الموعود ، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار محاولة كسر ما حكي عن الخطة الامنية التي شاهدنا بدايات تطبيقها منذ ايام قريبة ، مما يعني ان قرار الاشعال هو اكبر من مجرد فنعة خطرت على بال مقاتل تنتابه حالة من "الزهق" ! وهذا يعني بالرغم من سقوط الابرياء وبالرغم من كثافة الرماد فانه يعكس مدى التخبط الذي يعيشه النظام السوري ويدل على ضيق الهامش الذي بات متاحا امام هذا النظام للعب على الساحة اللبنانية بعد ان اطبق النظام الايراني عبر وكيله على مفاصل اللعبة ،، لذا فانا اعتقد ان " كركعة " صحون مائدة عين التينة ستكون اقوى من مدافع جبل محسن ،ولا مندوحة لنا في هذه المرحلة الا الدعاء ،  حمى الله الرئيس بري .