سؤال تونسي بامتياز يرفعه اليوم أكثر التونسة ,وهم يبحثون عن حل لأزمتهم المفتوحة مع فرع من جماعة الاخوان, بعد أن مالت نتائج الربيع العربي لكفتهم في ميزان التجربة الصندوقية برصيد جعلهم الطرف المسيطر والأقوى, في تونس, ومصر . مازال حوار الحوار الوطني في تونس حوار الطرشان, فالطاولة التي تقاسمتها قوى التعدد التونسي لم تشهد ولادة حل يصحح خطأ الثورة من جهة وخطأ الغنوشي من جهة أخرى, لعدم ادراكه لسمة تونسية رافضة لمنطق الاستئثار, أو لاعادة الانتاج ل "بن علي" جديد ,ولكن بلحية اخوانية تستمد شرعيتها من المرشد العام المأمور من الله سبحانه وتعالى بقيام الدولة الالهية واقامة الحدود . حتى اللحظة لم يتوصل التونسيون الى منقذ غير اخواني بمقدوره ادارة الحكومة دون العودة الى الغنوشي في كل تفاصيل الوزارات , ولم يتمكن الغنوشي من التعاون الفعلي مع قوى مختلفة مع عقله الاخواني وفهمه الديني, افساحاً في المجال لبداية سياسية جديدة تنقذ الثورة من صراع الاخوة على السلطة , ربما لم يقرأ الغنوشي جيداً أحوال مصر, ومآل أمَ الجماعة فيها ,ولم يفقه حتى الآن ,كيف نام مرسي رئيساً لمصر, واصطبح في قفص بات مخصصاً للرئاسة المصرية ؟ ليعود من جديد الى السجن الذي دخله كمجاهد اخواني أيام دولة مبارك .ثمة خوف حقيقي يبديه متابعون للأزمة التونسية, اذا ما قرر رئيس حركة النهضة استكمال سعيه الحثيث باستبعاد المناصفة والمشاركة الفعلية من روزنامة السلطة للقوى الممثلة لاتجاهات الشعب التونسي, وبالتالي اصطناع المراوحة في دائرة الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة ,لتحسين شروط التعاطي السليم مع أزمة قدَ لا تبقى على طاولة الحوار . ويعتبر المتابعون للأزمة التونسية أن امكانية استحضار التجربة المصرية باتت ممكنة , طالما أن مرشدي الاخوان غير جادين في لمَ الخلاف بطريقة صحيحة وساعيين الى التسويف رغبة في فرصة يستسلم فيها التونسيون لقيادة النهضة باعتبارالسلطة, وبحسب مفهوم الاخوان, امرأة لا يمكن مشاركة أحد فيها .لقد سمعنا من المرشد التونسي راشد الغنوشي كلاماَ جميلاَ وفي محطات كثيرة, ومتعلقاً بالعملية السياسية وضرورة المشاركة السياسية ,وتدوال السلطة بآليات العمل الديمقراطي ,ولكن المشكلة التونسية تكبر يوماً بعد يوم, وقد بُللت بدماء أبطال مازالوا يبحثون عن وهم الدولة الوطنية , تحت حقيقة أسقف سياسية لاغية لها, ولمضامينها , وجلَ ما ترتجيه أنموذج قديم من سنخ الخلافة بالنسبة للاسلاميين .