وبغض النظر عن تفاصيل الاتفاق المبدئي الذي وُقّع بين ايران والدول الستة الكبرى والتي تتأرجح حوله القراءات بين اعتباره انتصارا للدبلوماسية الايرانية او انه انبطاح تاريخي لنظام محاصر ويعاني من ازمة اقتصادية خانقة ، لان تعدد هذه المقاربات وبُعد تناقضها انما هو ناتج عن غياب الكثيرمن تفاصيل الاتفاق ذاته فضلا عن الضباب الكثيف الذي احاط عن ما سُرّب من لقاءات سرية سبقت هذا التوقيع الذي ما كان الا تتويجا لها ، الا ان الثابت الوحيد والمؤكد في هذا المقام هو انطلاق قطار التفاهم والتقارب الايراني – الاميركي وبمسار ليس ببطيء ، مما يعني وكما هو معروف عند التحولات الكبرى في سياسات الدول والانظمة الشمولية وعند الانعطافات الحادة  كما هو حاصل في هذه الحالة فانه لا بد من ظهور حالات اعتراضية كبيرة تظهر من قلب هذه الانظمة لتحاول الوقوف في وجه هذا المسار الجديد والعمل على منعه ، وغالبا ما يقود الحالات الاعتراضية هذه شخصيات صقورية كانت للامس القريب تمثل ركائز المرحلة القديمة وحراسها المخلصون ، لانهم يكونون قد بنو امجادهم ومواقعهم عن قناعة او بما كانت تدر لهم هذه المراكز من مصالح تتعرض الان للزوال او على افضل تقدير للضعف وبالتالي للخطر اذا ما ساروا في التوجهات الجديدة ، ومن هنا فانا افترض ان حالة من التململ والانزعاج الشديدين تصيب كبار رجالات الحرس الثوري في ايران نتيجة هذا الاتفاق الذي ما كان ليبصر النور لو ان ملف التفاوض لم يُنزع من بين ايديهم ويسلم لوزارة الخارجية ، وعند الحديث عن اصحاب الرؤوس الحامية تلك في الحرس الثوري سرعان ما يبرز اسم قائد فرقة القدس قاسم سليماني في طليعتهم  ، لينبري بعده السؤال البديهي عن كيفية مواجهة الحرس الثوري لهذا الانعطاف الضخم والجديد والدور الذي سيلعبه قاسم سليماني في المواجهة القادمة ، وهل سيتحول قاسم سليماني من رجل النظام الاول الى المعارض الاول في المرحلة الاتية ام انه سيكون مجرد كبش فداء فينطفيء نجمه النضالي ، ويسيل دمه السياسي على مذبح التقارب الايراني الامركي الجديد ؟؟ وفي كلا الحالتين فاننا نشهد بداية ربيع ايراني تتزهر براعمه في جينيف .