·         نبَأ الكثيرون من أهل الخبرة الأمنية, بأن لبنان ماقبل العملية الانتحارية, هو غيره ما بعد العمل الانتحاري, الذي هزَ السفارة الايرانية, ومن معها, ومن حولها , وذلك على المستويين الأمني, والسياسي, ومعهما سيغلق باب الاستقرار المهزوز, ليُفتح على مصراع مأزوم من الصعب اعادة اغلاقه بسهولة, كما جرت العادة, كلما اهتزَالوضع اللبناني, وبلغ منسوباً عالياً من التوتر الشديد, بغية المحافظة على وثيقة, واتفاق الطائف, حتى لا يتمَ نسف مرتكزات الطائف, والعودة من جديد الى حرب داخلية تنتجَ طائفاً آخر, ودون تعديل في توازنات الطوائف المسيطرة على الدولة .
تحدث المعنيون اللبنانيون, والأجانب, عن مرحلة لبنانية جديدة وافدة على لبنان, بقيادة القاعدة التي لم تنف مسؤوليتها عن التفجير, والانتحاري, المتشظيان على أبواب السفارة الايرانية في بيروت كسطور لرسالة أكَدت المنح العنفي لجماعة قررت أن تخوض معركتها في سورية من لبنان, ومن خلال ضرب الجهة المسؤلة مباشرة عن دعم النظام, وردع المعارضة السورية ,من خلال تواجدها وحلفائها على أراض سورية, خوضاً لحرب ضدَ الجهاديين الاسلاميين,و تمثل القاعدة الرافعة الأساسية لتيَاراتها المتعددة . ووضعوا سيناريو شبيه بالسيناريو العراقي, أي أن التفجير والانتحار, سيصبحان صباحاً, ومساءًا, في لبنان,ليحصدا أبرياء من كل مذهب, و كل ذنبهم أنهم منتمون لطوائف بحسب الهويَات المقطوعة في لبنان . وثمة من يذهب باتجاه السورنة , أي وضع لبنان داخل المرآة السورية, فتُسن السكاكين والسواطير والفؤوس, وتُسل سيوف المستقبل ثأراً للماضي الذي أسقطوه على حروب من صنع الشيطان .
اذاً هي الحرب سواء أكانت على الطريقة العراقية أم على الطريقة السورية, وربما الطريقة اللبنانية ستتجاوز الطريقتين لأن اللبنانيين خبراء في علم الجريمة, فتجربتهم مثقلة بخُبُرات الموت, والقتل, وبوسائل لم يستهد عليها بعد, لا العراقيون ,ولا السوريون, وهم مازالوا في أول الطريق, وأمامهم سنوات طويلة ليكتشفوا ما اكتشفه اللبنانيون من آواخرالسبعينيَات لحظة انفجار الحرب الداخلية ,واستكمالاً لحروب أخرى ,مازالت تحفر قبوراللبنانيين جماعات, جماعات .