اعتبر الوزير السابق شربل نحاس أن لبنان لم يحتفل بالأمس العيد السبعين للاستقلال، بل أحيا الذكرى الأربعين لجنازة الدولة، لافتًا إلى أنّ الدولة سقطت منذ العام 1972، محملا مسؤولية انهيار الدولة والنظام لكل الذين تعاقبوا على الحكم من رؤساء جمهورية وحكومة وكتل نيابية منذ حينها.
ولفت نحاس، في حديث لـ"النشرة"، الى أن لبنان قضى 40 عاما من أصل 70 عاما من الاستقلال اي 60% من المدة اما في حالة حرب او حكم خارجي، مشددا على ان "النظام اللبناني سقط ولم يعد ينفع الترقيع".
ورأى نحاس أنّ "مهمتنا الاساسية اليوم ليس تشكيل حكومة او انتخاب رئيس او غيرها"، مشدّدًا على أنّ "المطلوب تنحي الطبقة السياسية الحاكمة التي اثبتت فشلها لتقوم طبقة جديدة مؤمنة وقادرة بوضع نظام جديد سعيا لبناء الدولة".

 

أيّ سخافة بالحديث عن الحياد والحوار؟

وانتقد نحاس الحديث عن سياسة نأي بالنفس قادرة على حماية لبنان، متسائلا: "أي سخافة بالحديث عن الحياد وطاولة الحوار واعلان بعبدا؟" وتابع: "هي تتخطى السخافة حتى لحد الجريمة"، وشدّد على أنّ "كل ما نراه ونعيشه ليس صدفة بل نتيجة أعمال أو حتى تقاعس عن القيام بالأعمال والمهمات".
واضاف: "يطالبون بالحياد والتحييد ولا دولة اصلا تحمي المواطن مما تشهده المنطقة... فلينشئوا دولة وبعدها يتحدثون عن حماية الدولة والمواطن".
واستهجن نحاس اقرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري بوقت سابق بعدم جدوى المبادرات الداخلية ومطالبته بقيام مبادرات خارجية، وسأل: "اي حديث هذا باستجلاب التدخل الخارجي بشؤوننا؟ وهل كانت أصلا التجارب السابقة في هذا المجال مقبولة للحديث عن تجارب جديدة؟"

 

لو كانوا يتحلون بقدر قليل من الحياء..

وأسف نحاس لاستعراض الجيش العسكري يوم أمس، معتبرا انّه استعراض للمسؤوليات المتراكمة على المسؤولين الذي جردوا الجيش من قدراته العسكرية والقتالية، لا بل ذهبوا أبعد من ذلك بضرب معنوياته بتخاذلهم المتكرر، "ويأتون عندما يتطلب الأمر ليطالبوا الضابط بأن يكون فدائيا!"
واعتبر أنّ رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي وحكومة تصريف الأعمال فضلاً عن رئيس الحكومة المكلف الذين حضروا الاستعراض العسكري "ولو كانوا يتحلون بقدر قليل من الحياء، لبقوا في منازلهم".