من الواضح ان هناك محاولات حثيثة يبذلها منظرو حزب الله والمحور الذي يدور بفلكه عند كل ارتداد يصيب الداخل اللبناني لقراره بالمشاركة في الحرب الدائرة بسوريا ! وكيف يحاولون هؤلاء استبعاد نظرية بديهية تقول بردة فعل تصيب بالخصوص مناطق الحزب وجمهوره ان من خلال صواريخ البقاع او السيارات المفخخة في الضاحية او التفجير الانتحاري الذي لن يكون اخره ما استهدف السفارة الايرانية ، وطبعا فانا هنا لا اريد تبرير هذه الافعال التي يذهب ضحيتها ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل انما هو وضع الامور في سياقها ونصابها الطبيعي ،، فحزب الله الذي اتخذ بمفرده قرار ان يكون جزء اساسي من الحرب الدائرة هناك هو يعرف تماما ان هذا الخيار سيكون له تبعات كبيرة حتمية على الساحة في لبنان ومن هنا اصلا جاءت دعوة السيد نصرالله لخصومه واعدائه الجدد بان تكون الساحة السورية هي وحدها مسرح الاقتتال بما تتضمن هذه الدعوة من اقرار ضمني بامكانية ان يتخذ الطرف الاخر لبنان كساحة له من اجل الرد على صورة هجمات ارتدادية ، وعلم الحزب اليقيني بان طلبه هذا قد لا يلاقي تجاوبا هو ما فرض عليه كل تلك الاجراءات الامنية الاحترازية لحماية مراكزه وقياداته وشخصياته ، ومن هنا كان ردة فعل السفير الايراني غضنفر ركن ابادي حيث اعتبر ان الهجوم الذي تعرضت له السفارة انما استهدفها بسبب خيارات بلاده السياسية والعسكرية الداعمة لاحد طرفي الحرب في سوريا ، وان كنت هنا لا اريد الدخول بنقاش صحة الخيار الذي اعتمده حزب الله او خطئه الا ان من غير الطبيعي وجود كل هذه المحاولات البتراء الهادفة لعدم تحميل الحزب ارتدادات خياراته ، فان كان الحزب مقتنع ( وهو مقتنع ) ان دخول الحرب هو لمصلحة لبنان واللبنانيين ومن اجل حمايتهم كما يقول فان المنطق يفرض على قيادة هذا الحزب ان تقف بكل جرأة ووضوح لتخبر ان ما يتعرض له بلدنا هو ضريبة حتمية علينا ان ندفعها من اجل الهدف الاسمى الذي نصبو اليه لا ان تتبرأ منه ,الا ان الخوف وعدم الاقدام على هذا الاعتراف هو نتاج الخشية من مجرد فتح باب النقاش عن الجدوى او الطريقة والاسلوب المعتمد من قبله بدون الرجوع او حتى الحاجة الى غطاء من احد ، وبالتالي فعلى الاخرين فقط تحمل التبعات فقط ، فقد يُظهر هكذا نقاش ان حصل امكانية ايجاد اساليب اخرى لا تخدم الهدف المستور الذي لاجله دخل الحزب الى الحرب  ، فمثلا لو ان حزب الله كان قد اعلن الحياد وبنفس الوقت عمل على نشر مقاتليه على طول الحدود اللبنانية السورية  للتصدي للخطر القادم ( كما يفترض )، مما يفسر حينئذ ان الهدف فعلا هو حماية لبنان واللبنانيين لما اضطر حينها لكل هذا الجهد التبريري ولكان وفر علينا كل هذه الدماء ، وفي الختام ومع التأكيد مرة اخرى ان التفجير الانتحاري الذي استهدف هذه المرة السفارة الايرانية هو فعل اجرامي بكل المعاييرالانسانية وبالتالي فهو فعل ارهابي مدان الا ان هذا لا يعني ان حزب الله غير مسؤول ,,, ونص .