نجح السفير الايراني في قراءة الاستهداف المباشر لمقر السفارة في بئر حسن, رغم ادعاء جهة من جهات الارهاب مسؤوليتها عن العمل الاجرامي, وانتسابها لخطَ القاعدة الذي يمتهن التفجير والقتل , ويتقن لعبة الموت . ان قراءة السفير الايراني للتفجير مبني على استراتيجية الدولة التي يمثلها, وعلى مواقفها الثابتة, في اعتبار عدوها الأوحد, هو الشيطان الأكبر, وربيبته اسرائيل, وذلك انسجاماً مع مبادىء الثورة, وقيمها وشعاراتها القائمة والمرفوعة ضدَ أمريكا واسرائيل ,لا ضدَ دولة عربية ,أو جهة اقليمية, ومهما كان افراطها في اظهار العداوة لايران, ثورة ,ودولة .هكذا نفهم منطق ايران في تعاملها مع الآخرين بناءًا على وسطيتها الثورية في عدم الاصطفاف خلف الشرق, أو الغرب ,والوقوف الى جانب المستضعفين وقضاياهم العادلة والمحقة في التحرر من نير الاستبداد و القهر وأياً كان اسمهما ومواقع نظامهما .ربما, و في لحظة ما تولد الذهنية الأولى لدى المسؤول , فيتجلى على طريقة الرومانسية الثورية الخالية من كوابيس السياسة ومصالحها الفاتكة بالقيم لصالح المصالح الخاصة . من هنا نضع الموقف الايراني للسفير غضنفرآبادي في دائرة الوعي الثوري, و في دائرة المصلحة العليا للدولة المتجاوزة لحدود الدور الذي يريد استنزافها في مغَبة الصراعات المذهبية والمناطقية, لتحيد الدور الايراني عن واجباته والتزاماته الأساسية . بعيداً عن النرجسية السياسية يبدو أن التفجير فاتحة لأزمة اقليمة ستجعل من لبنان ساحة قابلة لحسم خيارات داخلية لصالح بُعد سوري. لذا نحن نشهد تحضيرات, أو تهيئة ظروف وتبرير أسباب لخلق ما يخنق جهات تدفع فواتير عالية لصالح الوضع في سورية . من المهم " أسرألة" الانتحار والتفجير, ولكن ذلك لا يلغي من هوية المنفذين ومن يقف وراءهم من جهات اقليمية حاضرة وجاهزة لا كمال المعركة السورية أو غيرها في لبنان أو غيره ,لأن ضرورات الوصول الى زعامة أوسطية تتطلب منافسة غير شريفة