واضح ان النظام في الجمهورية الاسلامية الإيرانية قد اقتنع اخيرا انه آن الاوان لخلع رداء " الثورة " فضلا عن السعي الى تصديره ، والانتقال الى مرحلة بناء الدولة الايرانية ، ومن بديهيات القول ان كِلا المرحلتين لهما آلياتهما المختلفة جذريا ان من حيث الشعار والادبيات او من حيث السلوك ونسج العلاقات ، فان ما تقوم به الثورة لا تستطيع ان تُقدم عليه الدولة ومن هنا تكمن اهمية الاطاحة بالرئيس الايراني احمدي نجاد كأحد اخر رموز حقبة ايران الثورة ، والحديث هنا هو عن المنهج وليس الشخص ،، لذا فاننا لا ينبغي ان نتفاجأ كل يوم مما نشهده  وسوف نشهده من هذا التحول السريع والكبيرعند النظام الايراني الجديد من اداء سياسي تفرضه ضروريات المرحلة الانتقالية التي وحدها يمكن ان تحول دون السقوط المدوي للثورة كما حصل للعديد من الثورات قديما وحديثا بسبب اخفاقها في هذا الانتقال ، وهنا لا يسعك الا تسجيل الكثير من الاعجاب لما يتمتع به الشعب الايراني من ديناميكية قد تسهل عليه تخطي الكثير من الحواجز التي تمثل عند اخرين اسباب تعثر ، كما يحصل الان في المخاض الذي تمر به معظم ثورات الربيع العربي ، ولان نفق العبور الاجباري هذا له من مقاسات واحجام " ستندر " فمن الطبيعي ان لا يستطيع العابرون به اصطحاب كامل " الثورة " معهم مما يفرض عليهم التخلي في كثير من الاحيان عن الاوزان الزائدة والاحجام الفائضة ،، هذا ما يجب ان يفهمه ويعيه حزب الله في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها ايران فلا يكتفي باخفاء هذه الحقيقة من خلال كثرة الصراخ او المزيد من ايذاء نفسه من اجل لفت النظر ، كما يفعل الصبي الذي يشعر ان امه تبتعد عنه شيئا فشيئا ، فهذا الاسلوب لن يجلب الا مزيدا من الاذى والضرر له ولمن حوله بدون اي نتيجة ، لان الشعب الايراني قد حسم خياراته وحطم الكثير من شعاراته الماضية ولعل اولها هو الشعار الذي لا يزال الحزب متمسكا به وهو ... هيهات منا الدولة .