قرّر السعوديون من جديد توجيه دعوة رسمية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان لزيارة المملكة تعويضاً عن زيارة نهاية أيلول المنصرم التي ألغيت «من جانب واحد» بعد عاصفة الغضب السعودي على ما آلت إليه الامور من التقارب الامريكي الايراني وما آلت إليه الامور في ملف الازمة السورية حيث لم تكن الحلول وفق ما خطط له مسؤولون سعوديون . 
وفي الوقائع الاخيرة فإن اتصالاً ما حصل في الساعات الأخيرة بين الديوان الملكي السعودي والقصر الجمهوري في بعبدا، تم التداول خلاله في موضوع توجيه الدعوة، وما اذا كان رئيس الجمهورية يستطيع تلبيتها في الثلث الأول من تشرين الطالع
وحصل السعوديون على وعد رئاسي لبناني بتلبية الدعوة، لكن دوائر القصر الجمهوري توقفت عند توقيت هذه الدعوة ومضمونها، لما يمكن أن تشكل من إحراج لرئاسة الجمهورية، في هذا الزمن الاقليمي الصعب، خاصة في ظل الانفعال السعودي المتصاعد منذ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك حتى الآن
ومن المعلوم أن الرئيس ميشال سليمان هو أحد الذين لمسوا حدة الموقف السعودي من خلال العبارات التي استخدمها وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل في اللقاء الأخير الذي جمعهما في جناحه الرئاسي في «نيويورك بالاس» في نيويورك، حيث غادر أعتق ديبلوماسي عربي، وربما دولي، كل اللباقات، وصب جام غضبه على الرئيس الأميركي باراك أوباما وكل ادارته، على خلفية قرار واشنطن بالخوض في حوار ديبلوماسي مفتوح مع طهران من جهة، واستبعاد خيار الضربة العسكرية لسوريا من جهة ثانية .
والسؤال البديهي: لماذا سيقرّر السعوديون الآن توجيه دعوة لسليمان، وأي مصلحة للأخير في تلبيتها، وهل يستطيع العودة منها بما يأمل به، وهل يستطيع تقديم أي التزام للسعوديين؟ وماذا يمكن أن يُحصّل ميشال سليمان من زيارة السعودية؟