لعل اخر الحروب الاعلامية والتصعيد الكلامي بين المملكة السعودية والولايات المتحدة الاميركية كان منذ لا يقل عن 40 عاما اي منذ سبعينيات القرن الماضي في عهد الملك فيصل ومع بدايات الحرب التي كانت قد شنتها كلا من مصر وسوريا على اسرائيل  كمحاولة منهما لاستعادة الجولان وسيناء الذين احتلتهما عام 1967 , حينها وجدت المملكة نفسها محرجة ولن تقدر على الوقوف جانبا فلجأت عندها بالتهديد واستعمال ما سمي حينها "سلاح النفط " لتبدو هي ايضا كشريك في الدفاع عن القضية الفلسطينية !! الى ان انتهت المسألة لما انتهت اليه سريعا وعاد كل شيء الى طبيعته , ما عدا فلسطين طبعا ,, وبقيت العلاقات السعودية الاميركية احلا من  (السمنة ع العسل ) طيلة هذه العقود , وان استحضار تلك الحادثة التاريخية هي محاولة مني لمقاربة قراءة واقعية لما نشهده هذه الايام من " حرد " سعودي على السياسة الاميركية كرد فعل على التقارب الاميركي الايران , والذي يبدو كأنه اشبه بغيرة الزوجة المخلصة من زوجها المعشوق بعد معرفتها بوجود معشوقة جديدة مع خشية مميتة بان تتحول الى مشروع زوجة مستقبلية , مما يعني ان الزوجة الغيورة حتما لن تقف مكتوفة الايدي وانها لن تألو جهدا من محاولات مضنية للوقوف حائلا من الوصول الى المحظور , ففي الحالة التي نحن فيها فان الغضب السعودي الظاهر والبيّن والمُعَبّر عنه باكثر من مطرح لن ينصبّ على " الزوج المحبوب " الاميركي حتما , انما كل ما سوف نشهده كأنعكاس لهذا الغضب العارم لن يتعدى محاولات سعودية للتعارك مع غريمتها الجديدة  وستكون في ملاعب تَعتبر اي من الاثنتين وجود فرصة فيها  لتوجيه صفعة للاخرى , وياتي من ضمن لائحة اسماء الملاعب هذه فضلا عن سوريا والعراق واليمن والبحرين ,,, لبنان طبعا , مما سيعني اننا سنشهد في هذه البلدان مزيدا من التعقيد والتأزيم قد تأخذ مسميات عديدة اخطرها صراع ( سني – شيعي ) وهذا سوف يحدث فيما " الرجل " الاميركي مستلقيا على اريكته متلذذا بكل مشاعر الرجولة وهو يشاهد تفاصيل صراع " الحبيبات " من اجل استرضائه والاستئثار بنيل عطفه وحنانه بين زوجة وضرة !!!