برزت امس موجة تفاؤل جديدة لاطلاق المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم المخطوفين في حلب في سوريا، ولكن لم تتضح بعد طبيعة المفاوضات والشروط التي تكتنف هذا الملف الذي يُعد تكملة لملف اطلاق مخطوفي اعزاز. ولوحظ في هذا السياق ان الرئيس السوري استقبل امس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وقت افادت معلومات ان النظام السوري اطلق 14 سجينة سورية كدفعة اولى من السجينات اللواتي كان "لواء عاصفة الشمال" الذي خطف اللبنانيين في اعزاز يطالب باطلاقهن. وذكر ان الاسد بحث مع ابرهيم في ملف المطرانين المخطوفين. وقالت صحيفة النهار ان لقاء الاسد وابرهيم كان "جيدا" وتخللته اشارة ودية من الاسد عندما قال لمدير الأمن العام: "لماذا غادرت سوريا الى لبنان ثم عدت الينا؟ نتمنى لو بت الليلة في دمشق". وتبين ان موضوع المطرانين محاط بسرية تامة توصلا الى اتفاق مع الجهة الخاطفة وهي شيشانية يتزعمها محمود اغاروف ولها مطالب تتخطى الحدود السورية.
وعلى صعيد متصل قالت النهار أن الجانب السوري أبدى امتعاضه مما وصفه "بالمزايدة اللبنانية في قضية المطرانين اللذين هما سوريان، مما يعني ان قضيتهما قضية وطنية سورية بامتياز". وبما ان الجهة الخاطفة شيشانية، فان روسيا معنية بالقضية انطلاقا من علاقة الكنيسة الارثوذكسية الروسية بها وكذلك انطلاقا من امكان تحقيق السلطات الروسية مطالب للخاطفين في بلادها. وعلم ان دولا عدة معنية بالموضوع بينها دولة غربية واحدة على الاقل. ولن يكون من مطالب الجهة الخاطفة امر متعلق بمسجونين اسلاميين في لبنان. اما بالنسبة الى قطر، فسيكون لها دور في الوقت المناسب.
وكان موضوع المطرانين من ابرز المواضيع التي طرحت في لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة امس. ونقل الراعي عن امير قطر وعده بالقيام بكل جهده في هذا الشأن وانه سيأخذ على عاتقه قضية البحث عنهما ومعرفة مصيرهما واطلاقهما.
من جهتها ذكرت صحيفة السفير أن ابراهيم بصدد القيام بأكثر من زيارة خارجية لتحريك ملف المطرانين، وستكون الدوحة، على الأرجح، أول عاصمة تشملها جولته
كما عُلم أن أكثر من اتصال جرى بين ابراهيم ومساعدي الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي ربطاً بقضية المطرانين المخطوفين
ويبدو ان الاتصالات المتعلقة بهذه القضية وصلت الى مرحلة متقدمة، استوجبت حسم بعض النقاط وبالتالي حصول اللقاء بين الاسد وابراهيم الذي تمنى على الرئيس السوري التعاون في أمور محددة، من شأنها أن تعطي قوة دفع للمفاوضات
وفي المعلومات أن الأسد أظهر تجاوباً مع ما طرحه ابراهيم، وهو أعطى على الفور توجيهاته للجهات السورية المختصة من أجل تقديم كل الدعم الممكن للمساعدة في طي هذا الملف
وقال اللواء ابراهيم لـ«السفير» إن اللقاء مع الرئيس الاسد تركز على ملف المطرانين المخطوفين، مؤكداً أن النقاش كان إيجابياً ومثمراً، وكاشفاً عن ان الرئيس السوري، كما في المرة السابقة، أبدى كل تجاوب وانفتاح للمساعدة في إنهاء هذه القضية، وأعرب عن استعداده للقيام بكل ما من شأنه ان يساهم في تحرير المطرانين