منذ ان استخدم الملك الاردني عبدالله الثاني لاول مرة  مصطلح " الهلال الشيعي " في مقابلته مع الواشنطن بوست عام 2004 وهو آخذ في الانتشار والتداول وكانه يعبر حقيقة عن رسم لتحديد النفوذ الايراني الممتد  من طهران مرورا ببغداد ودمشق وصولا الى لبنان , ويطفو هذا المصطلح على السطح او يخبو على ضوء تقدم او تأخر تأثير الدور الايراني بالمنطقة , وهذا ما يوضح نسبة الاكثار من استعماله في المرحلة الراهنة خاصة بعد بروز ملامح التقارب الاميركي الايراني مما يخشى طغيان لهذا الدور والذي سيكون حتما على حساب الدور العربي المفقود اصلا الا من هواجس عبرت عنها بوضوح المملكة السعودية من خلال بعض تصريحات امتعاضية ! الا ان اطلاق هذا المصطلح " الهلال الشيعي " يحمل في طياته خطرين كبيرين ولا يدلان الا عن غباء مطلقه ,, الا ول هو الهروب الى الامام  كمحاولة للتفلت من نظرية " ملء الفراغ " لان هذا النفوذ الايراني ما كان ليجد طريقه لولا الفراغ الضخم الناتج عن غياب مشروع عربي حقيقي , والثاني ولعله الافظع هو في مذهبة النفوذ الايراني مما يجعل مشروع توسع هذا النظام الذي لا يمثل في افضل الاحوال 15 % من تعداد الشيعة بالعالم والبالغ 200 مليون , وكأنهم يصطفون خلف النظام الايراني وهذا الامر غير صحيح طبعا , فضلا عن اعتبار كل الشيعة العرب وكأنهم متآمرون معه مما يجعلهم اعداء مفترضين لمحيطهم العربي وهذا يشكل خدمة مجانية تقدم للنظام الايراني  ويدفع ثمنها هؤلاء بلا اي ذنب او خطأ ارتكبوه وخاصة منهم من يحمل فكر ضرورة الاندماج الوطني بعيدا عن اي مذهبية , مما يجعلهم في بعض الاحيان مضطرين للتماشي مع هذا الخيار المفروض عليهم مما يسهل استغلالهم بعد ذلك وجعلهم راس حربة في مشروع لم يختاروه بانفسهم ولا يلبي مصالحهم كما حدث في شرق السعودية او في البحرين واليمن وفي اكثر من منطقة عربية ,, وهذا الواقع المرير يخلق سؤالين كبيرين : اولا هل الفتنة السنية الشيعية هي الممر الاجباري لهروب الانظمة العربية من فشلها في التصدي للنفوذ الايراني من اجل ضمان بقائها ؟؟ , ثانيا ماذا يفعل الشيعة العرب للتبرؤ من هذا الهلال للقول بانه مجرد هلال ,,,, ايراني ؟؟؟ .