إنشغل العالم في الأيام القليلة الماضية بالمواقف الإيرانية التي صدرت في نيويورك عن الرئيس الإيراني حسن روحاني والتي اعتبرت مواقف ايرانية متقدمة خصوصا ما يتعلق منها بالعلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وتوقف محللون كثيرون عند هذه المواقف واعتبر البعض أن سياسة إيرانية جديدة بدأت بالظهور توجت بالاتصال الهاتفي بين اوباما وروحاني وبنى كثيرون سياسات الشرق الاوسط الجديد على تفاهمات أمريكية إيرانية يجري الإعداد لها واستبشر الكثير من السياسيين خيرا فيما يتعلق بالملفات العالقة في المنطقة ومنها الملف السوري واللبناني فضلا عن الملف النووي الايراني وكتب الكثير من المحللين السياسيين أن سياسة جديدة تظهر صورتها في المنطقة سيكون لها الأثر الكبير في ولادة الشرق الاوسط الجديد ,و لكن تبين فيما بعد أن ما يجري في نيويورك ليس مطابقا لما هو عليه الموقف في طهران فقد بدا واضحا أن هذا الانفتاح الذي أبداه الرئيس الإيراني لم يحظ بالتأييد الكامل من قبل القيادة الإيرانية المتمثلة بالولي الفقيه السيد علي خامنئي الذي ظهر بالأمس وكأنه يعارض ما حصل في نيويورك واصفا أن ما حدث في نيويورك بأنه لم يكن في محله في إشارة إلى عدم الرضى من مواقف الرئيس الايراني حسن روحاني وعدم الرضى عن المكالمة الهاتفية التي حصلت مع الرئيس الامريكي باراك أوباما .
وفي موقف يعيد خلط الأوراق قال المرشد الاعلى في الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي أن بعض ما حدث في نيويورك لم يكن في محله ولكني متفائل بكادرنا الدبلوماسي وأدعم ما حققته الدبلوماسية الإيرانية من إنجازات هناك.
وفي موقف واضح من الولايات المتحدة الامريكية قال خامنئي أن على إيران أن لا تثق بأميركا مطلقاً فهي تنقض العهود وبعيدة كل البعد عن المنطق , وقال أن الصهيونية العالمية تتحكم بالحكومة الأميركية وتجبرها على تغيير مواقفها بناء على متطلبات كيان الإحتلال.
ويأتي هذا الموقف ليبدد الآمال التي عقدت على تقارب امريكي إيراني من شأنه حلحلة القضايا العالقة في المنطقة ,وياتي هذا الموقف ايضا كخيبة أمل للكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للسياسة الإيرانية حيث اعاد عقارب الساعة إلى الوراء فيما يعني ضرورة اعادة دراسة الموقف الإيراني من جديد حيث ان الرئيس حسن روحاني لا يملك الصلاحيات الكاملة في تحديد الموقف الايراني النهائي من القضايا العالقة سواء على الصعيد الايراني الداخلي كالبرنامج النووي الايراني أم على الصعيد الخارجي كالقضايا والملفات التي تعني ايران في الشرق الاوسط , وعليه فإن الإفراط في قراءة الإنفتاح الكبير والتغيير المفروض في السياسة الإيرانية لم يكن في محله وان هناك حاجة لإعادة قراءة المواقف الايرانية بشكل أدق وعدم النظر الى المواقف الايرانية من خلال الرئاسة فقط بل لا بد من مراجعة مواقف القيادة الايرانية العليا المتمثلة بالولي الفقيه السيد على خامنئي  .