شدد راعي كنيسة دير اللاتين في بيت جالا بمدينة بيت لحم الأب إبراهيم الشوملي على أن الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المساجد والكنائس في القدس وبيت لحم والضفة الغربية المحتلة تأتي ضمن إطار مخطط وهدف إسرائيلي واضح لتدمير القدس المحتلة خصوصاً وإعطاءها طابعا يهوديا فقط، متناسين كل التاريخ المسيحي والعربي والإسلامي الموجود في هذه المدينة المقدسة.
وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، أوضح الشوملي أن الاعتداءات الإسرائيلية التي ينفذها قطعان المستوطنين، بحماية الجيش والشرطة الإسرائيلية، هي استكمال لنهجهم المعروف منذ زمن، والذي يستهدف كل ما هو مسيحي وإسلامي في المدينة المقدسة.
وألمح الشوملي إلى أن إسرائيل تستغل حالة الضعف والترهل الموجود في الوطن العربي بشكل عام، إضافة إلى الفتن والحروب الطائفية في المنطقة، محذراً من أنّ ذلك ينذر بخسارة كبيرة ليس فقط للقدس ولكن لكل المقدسات التي تسيطر عليها أيادٍ لا تستحقها، "ما يتطلب ويفرض علينا كعرب مسيحيين ومسلمين أن نكون في خندق واحد في مواجهة كل الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة". ونبّه إلى أنّ "هذه الهجمة الاستيطانية تدمر كل مقدساتنا وتنتهك كل حرماتنا وشرائعنا في هذا البلد".

 

وحدتنا تفشل كل مخططات الاحتلال
من جهة أخرى، رأى راعي الكنيسة اللاتينية أنه من الممكن أيضاً مواجهة هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة من خلال الاحتجاج والمحاكم وهو أمر حتمي بالنسبة للكنيسة، لكنه أكد أنه لا يقف بالسلطات والمحاكم الإسرائيلية التي تتلاعب بالقانون والقضاء وتقف إلى جانب الجاني.
وتابع: "علينا أن نفشل وندمر كل هذه المخططات والاعتداءات بوحدتنا ومحبتنا وتضافرنا كشعب واحد قوي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ووحدة غزة والضفة الغربية المحتلة، والفلسطيني مسيحي ومسلم لندافع سوياً مع بعضنا البعض في ظل تصاعد الاعتداء على المقدسات".
وقال الشوملي إن الكنائس والمقدسات في القدس التي تقبع تحت وطأة الاحتلال لا يوجد عليها حماية من قبل الكنيسة، مشدداً على رفضه وجود أي حماية إسرائيلية في القدس الغربية على وجه الخصوص على الكنائس والمقدسات.

 

حضورنا أكبر حماية لمقدساتنا
وجدّد الشوملي التأكيد أنّ الحضور المسيحي والإٍسلامي في مدينة القدس المحتلة هو أكبر حماية لهذه المقدسات، ودفاع الأخ المسلم مع أخيه المسيحي أيضاً، مضيفاً: "نحن لا ننتظر أي حماية من السلطات الإسرائيلية، وهي تحمي أصلاً قطعان مستوطنيها في الاعتداء على كل مقدساتنا وكنائسنا ومساجدنا وخصوصاً المسجد الأقصى ما يتطلب منا التعاضد والوحدة والتآخي".
ولفت راعي الكنيسة اللاتينية إلى أن المسلم عندما يدافع عن المقدسات المسيحية هو بذلك يقوم بواجب ديني ووطني، وهذا ينعكس وينطبق أيضاً على المواطن المسيحي الموجود في نفس البلد، "إذ إننا نعيش الهم سوياً ونعاني من ويلات الاحتلال جميعاً، وعلينا أن نكون يداً واحدة لإفشال كل المخططات الداخلية والخارجية".
ومن آخر الاعتداءات التي سجلت بحق المقدسات في القدس المحتلة خصوصاً، قيام المستوطنين اليهود بالاعتداء على الكنيسة اللاتينية في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وتحطيم شواهد أحد القبور وخط شعارات عنصرية على جدران المقابر وبتوقيع من عصابة "تدفيع الثمن" اليهودية، إلى جانب عشرات بل مئات الاعتداءات اليومية التي تطال كل المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.