الحديث عن الاداء السياسي لفريق 14 اذار او محاولة مقاربته لا يمكن ان يفضي الا الى عنوان وحيد ويمكن اختصاره ايضا بكلمة واحدة هي ,," الانتظار " !! حيث يفتقد هذا الفريق للحد الادنى من روح المبادرة التي تعتبر واحدة من علامات الحياة الضرورية , لذا فان جلّ ما يمكن ان  يصدر عن قيادات هذا الفريق هو محاولات ركيكة وسخيفة من مواقف لا تتعدى كونها ردات فعل على ما يفاجئهم به الفريق الاخر باستمرار , , حتى انهم اضحوا مدمنين على هذه الحال , فتحولوا في الحياة السياسية اللبنانية الى ما يشبه امرأة عجوز تجلس على مقعدها الخشبي العتيق في حديقة عامة تكتفي بمراقبة المارة من قدامها ومراقبة عمال الصيانة المشغولين بما شاؤوا , وبعض المشردين الذين يفترشون العشب في اماكن كانت الى الامس القريب محظورة عليهم , فصارت تداس تحت الاقدام , عجوز ترمق بعينيها الغائرتين ذلك الولد الواقف خلف السور يلهو باشعال الحرائق التي اخذت تطال باطرافها اشجار الحديقة , فيما هي ملتصقة بمقعدها , عاجزة حتى عن مجرد الوقوف على رجليها المتهالكتين , تراها وهي التي لا تزال تحسب نفسها صاحبة الحديقة والمالك الفعلي لها ،تكتفي " بالتشبير " والنواح بكلتا يديها الهزيلتين وتصرخ بأعلى صوتها فلا يخرج عنه الا شيء يشبه الانين لا يكاد يُسمِع من في قربها !! وفيما هي تخال نفسها توهّما انها المسيطرة على كل ما يجري من حولها والقادرة بفعل انينها عن منع عابث هنا او اجبار فعل فاعل هناك تتزاحم اقدام المارون من حولها ولا يكادون يلتفتون اليها لكثرة مكوثها في مكانها , حتى باتت تشبه الاخشاب التي تجلس عليها , فتحولت مع مرور الزمن , الى مجرد كتلة من جسد ... بلا روح