واحدة من الهواجس التي تنتاب المملكة العربية السعودية في سياسات المنطقة هي عودة ايران الى دورها السابق كشرطي أمريكي في الخليج الأمر الذي يترتب عليه اعادة النظر في الترتيب السياسي والأمني لمنطقة قائمة على فيلق طائفي معرَض للاهتزاز في أي لحظة سياسية مخلَة بتضاريس الجغرافية العربية المُركبة وفق هندسة سياسية دقيقة عبَرت عن نفسها بمنظومة مصالح مختلفة جداً عن منظومة المصالح الايرانية .بداية اهتجست السعودية من النتائج الأفغانية والعراقية والتي أفضت الى ربح سياسي ايراني على يدَ الأميركي جعل من ايران لاعب أساسي في الملعب الأفغاني وكابتن ومدرب للدولة العراقية , واستكملت اهتجاساتها مع مواضيع اليمن والبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية اضافة الى أكثر هذه المواضيع حساسية وهو الموضوع السوري الذي أدَى بأحداثه الى جعل ايران ممسكة برقبة النظام السوري بعد أن كانت قبل الحرب السورية دولة متقاطعة المصالح مع المصالح السورية , وتردَ المملكة أسباب ذلك الى مواقف الولايات المتحدة المترددة من احداث تغيَرات تصيب ايران بآذى سياسي لأنها تتطلع الى دور ايراني متقدَم في منطقة الشرق الأوسط لاعتماد أمريكا على الأقليَات في حراسة المصالح من جهة وفي ابقاء التوترات الاتنية والطائفية والمذهبية حيَة من جهة ثانية. وتؤكد ذلك من خلال النووي الايراني ووقوف أميركا عند حدود العقوبات التي لم يهتزَ لها النظام في ايران , ومن خلال الأدوارالايرانية المفتوحة على تدخلات مكثفة في أمكنة ودول كثيرة دون أن تُحرك أمريكا ساكناً ساخناً يكبح من جُماح ايران ويُفرمل من اندفاعاتها الهائلة والكبيرة في فلسطين ولبنان واليمن والبحرين وباكستان وأفغانستان , كما أنَ شبكاتها الأمنية قدَ وصلت الى كل مكان في العالم دون أن يُزعج ذلك الادارة الأمريكية التي تكتفي بادانة الممارسات الايرانية في حين أن هذه الادارة قدَ قلبت موازين كثيرة نتيجة لتدخلاتها المباشرة في دول كثيرة نتيجة لأسباب لا ترقى الى الأسباب الايرنية . ثمة استحضارات كثيرة لوجهة نظر سعودية تدَعي رعاية أمريكية خاصة لايران رهاناً منها على مستقبل سياسي وأمني ترعاه ايران وتحرسه لصالح واشنطن .لقدارتفعت وتيرة القلق السعودي مع ماقاله أوباما أمس في الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المُتحدة من طروحات تدعو ايران الى التلاقي في الملفَات الخلافية للتعامل بايجابية وذلك للبدء في صياغة علاقات رسمية بين الدولتين ..بغض النظر عن صحة وطبيعة هذا الخوف السعودي ثمَة رؤية تطرح قلقها من احتمال ممكن عوداً لتجربة تاريخية حكمت العلاقات الامريكية – الايرانية لسنين طويلة وكانت فيها ايران دولة مدللة امريكياً لخدماتها المتعددة في منطقة توزَع فيها أمريكا الأدوار وفق منظومة مصالحها الاقتصادية وطبقاً لاحتياحاتها الأمنية . هناك من يرى في لقاء الرئيسين أوباما وروحاني مدخلاً لتأكيد المخاوف السعودية من مصافحة قدَ ترقى الى مستويات من العلاقات تحتاجها ايران كما أن الولايات المتحدة تريدها في مرحلة ناضجة ومستوية لصالح الدولتين المختلفتين في الشكل والمتفقتين في المضمون كما تقول الرواية السعودية .