يقامر تيَار المستقبل في السياسىة لأنَه يراهن دوماً على الآخرين لتغيير الظروف لصالحه دون أن يبذل جهداً, أوأن يُحرَك ساكناً من أمانته المتكرشة في صيدا, الى مغارته المفتوحة في قريطم , أيَام ثورة الأرز نجح في حمل نعش الشهيد الرئيس رفيق الحريري, وكان متماشياً مع الآخر الدولي الذي أخرج سورية سريعاً من لبنان في حركة فاجأت التابعين للنظام السوري, ووضعتهم في دائرة مُفرغة من الادارة السياسية لأنها من اختصاص رجل المخابرات السورية . بعد سقوط الواقع السوري المباشر ,باع تيًار المستقبل جماعة الأرز لصالح المشتري الايراني, وكان الاتفاق الرُباعي الملعون على ألسن أطرافه , وتمَت تسوية داخلية أعادت سورية الى لبنان كشريك طبيعي في السلطة ,وادارة البلاد , لم تنجح الرُباعية وأدخلت البلاد والعباد في دوامة سياسية واقتصادية مفتوحة على حكومة مشلولة فاقدة للوعيَ وللمسؤولية , وبعد عصا الحزب في أيَار, خضع وخنع التيَار للخارج أيضاً ,لمنحه تسوية قطرية تعطيَ التيَار حصَة انتخابية, وتأتي بزعيم التيَار الى رئاسة الحكومة بعد توقيعه على بيان وزاري مكتوب بحبر سوري , لم تستطع هُدنة الدوحة أن تستمر كثيراً فأسقطها أوَل خلاف بين المُتهادنين , ولاح في الأفق العربي تغيير في الرئاسات العربية , وكانت سورية مرشحة للانضمام الى لائحة تغيير الرؤوساء , ولكن مصالح الولايات المتحدة أخرجت الرئيس السوري من لائحة الثورات العربية عندها دبَ الخلاف والفراق بين التيَار وقائد فريق 14آذار الزعيم وليد جنبلاط الذي بالغ في اعتذاره غير المقبول لسورية نتيجة لشتمه للرئيس بشَار الأسد , ودارت التوازنات السياسية على حساب التيَار فخُلع سعد الحريري من قبل حلفاء له من الحكومة بطريقة كاريكتورية دفعته الى الخروج خارج البلاد منتظراً ما ستتيحه الثورة السورية على يدَ الدول الداعمة لها من امكانية في التغيير السوري لكسب الفوز لبنانياً ,والعودة منتصراً بفضل الدماء السورية .ان تيَاراً بحجم تيَار المستقبل لا يبادر الى فعل سياسي انقاذي متصل بايمانه بلبنان أولاً, سوى العياط على طريقة الباعة في الأسواق الشعبية , وهو ينتظر من يبادر الى الجرأة في الموقف ضدَ حزب الله , وعندما تولد جرأة مجنون يتعامل التيَار على سحقها , فهويريد صوتاً شيعياًداخل الطائفة دخيلاً على ديدنها ليتحمل وحده وزر رأيه , وعندما تقع واقعة الخلاف هو غيرمعنيَ به , وعندما تأخذ التسوية طريقها الى حكومة برئاسة التيَار يتمَ بيع الاعتراض الشيعي بلا ثمن , وهو يريد صوتاً سنيَاً سلفياً حامياً لطائفة التيَار , وعندما يتضخَم هذا الصوت يعملون على كتمه , ويريد من المسيحيين, ومن مسلمين على اختلاف مذاهبهم وهويَاتهم الجهر بالقول, والفعل ضدَ المقاومة والحزب في الوسائل المتاحة لهم , وهم بوسائله حريص على دوزنة مواقفه في مراوحة غير فاعلة , وهو ينتظر أيَ عرض سياسي يعيده الى رئاسة الحكومة وتحت نفس بنود البيان الوزاري الذي اصطنعه التيَار, ودع الآخرين الى اسقاط مقولة الشعب والجيش والمقاومة , فهو ضدَ البيان عندما يكون خارج الحكومة , ومع البيان وبقوَة عندما يكون في رئاسة الحكومة , ذبذبة ناتجة عن تطفل في السياسة , وشطارة في التجارة .