طالب العلامة السيد علي الأمين  مجلس الأمن الدولي بوقف إلزامي لإطلاق النار في سوريا وإتاحة الفرصة  بعد ذلك للشعب السوري بإنتخابات حرة من خلال الحضور الدولي ليختار الشعب الممثلين له بحريّة. وفي لبنان اعتبر أن سبب ضعف الدولة هم المسؤولون فيها الذين يحملون السلاح خارجها وينشرون عناصرهم الحزبية المسلحة لإقامة الحواجز في الشوارع والطرقات، وفي نفس الوقت نسمعهم يطلقون المبادرات !..وقال بأن الذين رفعوا شعار العبور إلى الدولة لم يصلوا إليها لأنهم حصروا عمليّة البناء بالفريق الذي أسقط الدولة،ودعا إلى طرح إعلان بعبدا على الإستفتاء الشعبي.

مواقف  العلامة الأمين هذه وغيرها جاءت خلال مقابلة مع الإعلامية ورده في برنامج صالون السبت .

واعتبر سماحته :أن الحديث عن الضربة العسكرية هو من التهويلات التي لا تحلُّ مشكلة الشعب السوري ولا تضع حدّاً لمعاناته التي طال أمدها، ولذلك نقترح على المهتمين بإنهاء هذه المعاناة وقفاً فورياً لإطلاق النار من الجانبين النظام والمعارضة  بإلزام من المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن يمهد الطريق للحل السياسي الذي يحفظ حقوق الشعب السوري في الحرية والإصلاح.

وأكد أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يختار عن الشعب السوري،فالبديل عن النظام هو ما يختاره الشعب .

وعن تدخل حزب الله في القتال في سوريا قال سماحته : لقد رفضنا مراراً تدخل حزب الله في القتال الدائر على الاراضي السورية، وهو أمر مرفوض من عموم اللبنانين ، وقلنا إن هذا التدخل لا تبرّره كل العناوين الدينية وغيرها التي رفعها حزب الله،وهو يزيد من الإحتقانات الطائفية في المنطقة ويستدرج الفتنة الى لبنان  بينما المطلوب شرعاً وعقلاً الفرار منها.

وأكد العلامة الأمين مطالبته  أن يعيد حزب الله النظر بهذا التدخل وينسحب عاجلاً من المشاركة في القتال في الداخل السوري.

وطالب سماحته الدولة اللبنانية القيام بمسؤلياتها، وقال لا يكفي أن تعلن الحكومة اللبنانية بأنها تلتزم عنوان النأي بالنفس في الوقت الذي يذهب فريق منها مشارك في الحكومة للقتال على الأراضي السورية، وتذهب عبر بعض المسؤولين فيها للتفاوض لإسترجاع لبنانيين قتلوا داخل الاراضي السورية .

وعن التسوية بحال حصولها قال العلامة الأمين :عندما تحصل التسوية سينسحب حزب الله وسيترك الآثار السلبية عنه في ذاكرة الشعب السوري الذي سيحمّله القسط الكبير من معاناته.

وعن المبادرات التي يطلقها المسؤولون الايرانيون أجاب العلامة الأمين: إيران غير مؤهلة بأن تقوم بأي دور إصلاح بين النظام والمعارضة لأنها خسرت هذا الدّور من خلال وقوفها إلى جانب النظام ومن خلال مشاركة حزب الله في القتال وهو المحسوب عليها.

وردّاً على سؤال عن ولاية الفقيه قال: إن ولاية الفقيه ليست مرجعية روحية على غرار مرجعية الفاتيكان، فهي قد انتقلت من مسألة فقهية لتصبح نظاماً سياسياً، فهي تعني الإرتباط بالنظام السياسي والولاء له.

وعن دور الدولة المصاب بالشلل أجاب العلامة الأمين:

ما أصاب الدولة من شلل وخلل هو مسؤولية الذين حكموها طيلة الفترة الزمنية الماضية والحالية،والحكومات المتعاقبة هي التي أوصلت الدولة إلى الفشل أو سارت بها على طريق الفشل لأن الأفرقاء الذين تعاقبوا على السلطة لم يكونوا بالمستوى الذي يؤدي إلى النهوض بالبلد رغم كل المساعدات الدولية من القرار الدولي 1701 والمساعدات العربية والدعم من المجتمع الدولي لقيام دولة الموسسات والقانون.

واعتبر العلامة الأمين :أن مشكلتنا في لبنان ليست من حكومة تشكو عسر الولادة،بل مشكلتنا في لبنان هي من افتقاره إلى رجال في مواقع القيادة يرجعون إلى الدولة السلطة والسيادة،وتابع سماحته : بعض المسؤولين موجود في السلطة منذ ما قبل التسعينات وهو ممن يرفعون شعار الدولة ولكنه مازال حتى اليوم يمتلك السلاح خارجها وينشر حواجز ميليشياته المسلحة التي تنتشر في الضاحية وغيرها ، واعتبر أن الفريق الذي رفع شعار العبور إلى الدولة أراد العبور إلى الدولة بالفريق الذي أسقط الدولة ولذلك لم يصل إليها.

وطالب سماحته الذين يرفعون اليوم  شعار الحوار والدولة من خلال إطلاق مبادرات أن يعودوا إلى إعلان بعبدا الذي اتفقوا عليه جميعاً، ودعا إلى طرح إعلان بعبدا على الإستفتاء الشعبي لأن رفض بعض الأحزاب له لا يمثل رؤية طوائفهم المؤمنة بمرجعية الدولة ووحدة المؤسسات.

وحول مبادرة الرئيس بري قال :الخطوة المطلوبة منه أن يبادر إلى سحب سلاح تنظيمه وتسليمه إلى الدولة اللبنانية وبذلك يعطي المصداقية لمبادرته .

وردّاً على سؤال حول الوضع الشيعي قال العلامة الأمين:هناك إقصاء وإبعاد للرأي الآخر الرافض لسياسة الثنائي الشيعي(حزب الله وأمل) وهذا ناتج عن فائض القوة وصمت الدولة اللبنانية التي لم تحتضن الرأي الآخر ولم تظهره وهي التي تعطي الجوائز والمواقع لمن يشهر السلاح بوجهها ولمن يسقطها أما من يدافع عنها ويحمل مشروعها منذ عقود فهو لا ينال من الدولة الدعم والتأييد ولا من غيرها.

ورداً على سؤال عن مسؤولية حزب الله عن الهجوم الذي وقع عليه في دار الإفتاء الجعفري في صور في أحداث السابع من أيار قال : حزب الله لم يكن من المهاجمين، والذي قام بالهجوم عناصر من حركة أمل التي يقودها الرئيس بري ، وما حصل لم يكن ليحصل من دون رضى حزب الله ! والسبب كان هو إعتراضي على الأداء الذي  كان يقوم به الثنائي (أمل وحزب الله) قبل عدوان تموز وبعده مما أدى إلى الإنقسامات الداخلية وصولاً إلى اعتصامهم في ساحة رياض الصلح الذي أوصل الأمور إلى أحداث السابع من أيار التي نهيناهم عنها قبل حصولها، هذه الأحداث التي أسقطت الدولة وكانت بمثابة الزلزال الذي ما زلنا نعيش ارتداداته في كل لبنان.

وعن تعطيل الإنتخابات النيابية قال : إن القانون الأرثوذكسي لم يكن بدرجة السوء التي تحدّثوا عنها في الإعلام ، وقد أدّى رفضه إلى الأسوء وهو التمديد، ورأى أن القانون الذي يحافظ على العيش المشترك ويرسخ الوحدة الوطنية هو الإنتخاب بالصوت الواحد للمرشح الواحد خارج القيد الطائفي والمناطقي مع المحافظة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.