أكد القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة ومسؤولها في قطاع غزة لؤي القريوتي أن عناصر الجبهة سيقاتلون إلى جانب الجيش السوري ولن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال تعرضت سوريا لعدوان محتمل من قبل الولايات المتحدة الأميركية، بذريعة اتهام الأخيرة للنظام السوري باستخدام الكيماوي في غوطة دمشق الأسبوع الماضي. وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، شدد القريوتي على أن الجبهة ستقاتل مع الجيش والحكومة والشعب السوري وستكون في خندق واحد معهم وستتصدى لهذا العدوان المحتمل، خصوصاً وأنه يستهدف كامل الأراضي السورية ومؤسسات الدولة، وهدفه القضاء على كل مكوناتها. وأوضح القريوتي أنّ الجبهة لا تدّعي امتلاك إمكانيات تفوق ما لدى الدول، ولكنها ستدخل المعركة بحسب إمكانياتها، وقال: "الجميع يعرفون تواجدنا وقوتنا في الأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان، وليس سراً على أحد أن لدينا معسكرات في هذه الدول وهي الآن على كامل الاستعداد والتأهب".   التهديدات هي بمثابة عدوان على سوريا ولفت القيادي في الجبهة إلى أن ما يجري من تحشيد عالمي وتهديدات متواصلة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعملائها في المنطقة والدول التي تسير في ركبها – على حد قوله – يعتبر بمثابة عدوان صارخ وانتهاك لمواثيق الامم المتحدة، مشيراً إلى أنه سيؤسس إلى أن تكون "شريعة الغاب" هي التي تحكم العالم، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف: "الولايات المتحدة تدعي أنها تمتلك قرار الحرب والسلم وهي من تقرر ذلك، وتصنف نفسها وكأنها صاحبة الحق في شن أي عدوان على أي دولة". وشدد القريوتي على أن هذه السياسة لم تؤسس إلى نظام عالمي يعيش بأمن وسلام بين الدول، موضحاً أن التهديدات التي تتعرض لها الدولة السورية هي "نتيجة لمواقفها من كل قضايا الأمة العربية ووقفتها الواضحة أمام مشروع الهيمنة الأميركية الصهيونية على المنطقة العربية، إضافة للسيطرة على ثروات الأمة ومقدراتها، فضلاً عن رفضها الإملاءات الأميركية وأن تكون تابعة لسياستها". ورأى أنّ "هذا التجييش العالمي والموقف التهديدي المتواصل من قبل الولايات وإسرائيل، هو نتيجة موقفها من القضية الفلسطينية ودعمها المقاومة في فلسطين وفي لبنان والعراق، ونتاج المواقف ذات الطابع القومي العربي".   الدم السوري لا يمكن أن يهون على الفلسطينيين وفي نفس السياق، أكد مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة في قطاع غزة أن الفصائل الفلسطينية لديها إجماع كامل على إدانة هذا التهديد واستهداف الدولة السورية، التي أصبحت توجه إليها كل الأساطيل وحاملات الطائرات الأميركية والصواريخ بمختلف أنواعها، لافتاً إلى أن الدم الفلسطيني لم يهن على الشعب السوري ولم يهن في يوم من الأيام على القيادة السورية. وأضاف: "نقولها بكل وضوح وصراحة بأن الدم السوري لا يمكن أن يهون على الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية، والكل يعلم حجم الدعم الذي كانت تقدمه سوريا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ممثلة بحزب الله والذي ظهرت شواهده في حرب 2012 عندما قصفت صواريخ المقاومة تل أبيب". وشدّد القريوتي على وجوب أن يكون هنالك حراك متواصل من قبل الفصائل الفلسطينية وبأشكال مختلفة، رافضا الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار فقط، "سيما وأن ما تتعرض له سوريا الآن هو عدوان صهيوني أميركي مبرمج".