ليست هي المرة الاولى حيث تظهر فيها الانظمة التي تتدثر زورا جلباب الممانعة والتصدي للامبريالية وقوى الاستعمار على حقيقتها وبأنها ليست سوى صرح مبني بقليل من الرمل وبالكثير الكثير من الخُطب الرنانة والقصائد العنترية الخاوية , وبان هذه الانظمة لا تمتلك الحد الادنى من وسائل القوة الفعلية التي ما فتئت تشنف اذان شعوبها بها دجلا وكذبا , ( باستثناء ظاهرة المقاومة عندما كانت خيار شعب لا انظمة ) ,,  فهذا ما تلمسناه في ستينات القرن الماضي مع صاروخي الظافر والقاهر واللذَيْن لم يكن لهما اي اثر عند هزيمة 67 ! وها هي الافعى الامركية نفسها التي وعدنا الصحاف بانه سيقطّعها اربا بمجرد دخولها الى بغداد فاذا بها تلقف ما يأفكون , وبالطبع فان خاتمة ملك ملوك افريقيا لم تكن مسكا , وكذلك هو عهدنا مع طاغية الشام بعد كل صفعة يتلقاها من العدو الصهيوني فنراه يُغرق رأسه في وحول المذلة يبحث هناك عن الزمان والمكان المناسبين ولم يجدهما الا امام الافران وفي ازقة حمص وحلب ودرعا وكل الجغرافية السورية حتى حان الدور على اطفال الغوطة وموعدهم مع غاز السارين متخطيا بذلك خط احمر ما كان احد بهذا العالم ليعتقد ان تصل به الوحشية الى هذا الحد ( والا لما وضع ) , مما اضطر البيت الابيض بان يلتزم بما الزم به نفسه ليس من باب الحرص على اطفال الغوطة ولا رحمة بابرياء سوريا الذين يقتلون منذ اكثر من عامين دون ان يرف له جفن وانما فقط للتذكير بان اميركا هي اللاعب الاقوى بالعالم وبالتالي فيمنع على اي احد تخطي الحدود التي تضعها او ترسمها هي وان لممارسة حجم الوحشية المسموح بها على شعبه ! ولكن المفاجأه الكبرى كانت بمجرد ان وصلت اول مدمرة اميركية الى المتوسط بعد ان كان اوباما قد اكد مرارا وتكرارا وكاد ان يقسم بكل الالهة وباجداده الامركيين منهم والافارقة انه لا يريد اسقاط بشار وما هي الا ضربة محدودة وسريعة , الا ان المفاجأة الكبرى هذه كانت بحجم حالة الرعب والزعر التي اصابت النظام ومن خلفه , فكادت ان تأخذ الامور الى ما لا يريده الان البيت الابيض  فتنتهي بذلك المعجزة التي كانوا يحلمون بها ويعملون جاهدين على اطالة عمرها الى ابعد مدى ممكن الى ان يقرروا هم لحظة انتهاءها !! فها هي روسيا وعبر وزير خارجيتها تعلن انسحابها الفوري , وكذلك فعلت ايران في البيان الاول للجنة الامن والدفاع , اما حزب الله فكان كمن على رؤوسهم الطير ,, والعائلات المقربة من النظام كعائلة مخلوف وسليمان وشاليش وشديد فغادرت سوريا عبر مطار بيروت , حتى ان خبر هروب بشار نفسه الى طهران كأنه صحيح فضلا عن التهافت السريع لمراكز القيادة وفرار كبار الضباط وما قد اعلن عن  حالات انشقاق سريعة , فامام هذا المشهد السريالي المتهاوي اضطر اوباما للاسراع عن اعلان تأجيل الضربة قبل فوات الاوان .