لأوَل مرَة يصرَح مسؤول لبناني بطريقة مسؤولة ويحمَل خطابات ومواقف الطبقة السياسية في لبنان مسؤولية غير مباشرة عن متفجرة الضاحية الجنوبية ولأوَل مرَة يلوم ميشال عون نفسه عن تصريحات طائفية أسهمت كما أسهمت تصاريح الطائفين الآذارين بهدم سقف الأمن في لبنان تحت رؤؤس الجميع . في التصريح اعتراف واضح عن كارثية الانقسام السياسي ومؤداه الأمني عبر مشاهد متعددة بدءًا من التبانة وجبل محسن وحالات الخطف الطائفي في البقاع بعد عبرا وامكانية أن يكون لنتائجها اصبعاً في الضاحية التي شهدت رسائل ساخنة كانت متفجرة الأمس احدى بدايات عناوينها الداخلية والخارجية . بالتأكيد سورية معنية بالسيَارة المفخخة أو بالعبوة الموضوعة أو بالجسم الغريب المخرَب لأمن الناس ولكن المسؤولية مسؤولية طبقة سياسية أسهمت في دفع اللبنانيين الى التخاصم الى حدَ الاستعداد للقتل وفي نشر أجواء مريحة للعابثين بحياة الأبرياء وللمتطرفين الذين يمارسون هواية القتل ولكل قاص ودان ممن يعتاش على الفوضى السياسية وعلى موائد الحروب بأشكالها كافة . لن نلوم جهات مجهولة تستخدم أبشع الوسائل لقتل الأبرياء ولن ندين جماعة وهمية أسمت نفسها بسرايا السيدة عائشة للتدليل عن مسعاها الطائفي وللتحشيد المذهبي حقناً للأجواء بأُبر طائفية كيَ يجري لبنان على الايقاعين العراقي والسوري ولن نلوم أو ندين من فعل هذا الفعل لأن الفاعل جرثومة لن تميتها مبيدات الدعوات أو التعاطي المماثل وانما تقضي عليها سياسات الخروج من اللغة الطائفية ومن عُلب الأحزاب المذهبية والتمسَك بوحدة الأمَة والبحث عن المشتركات لا العمل على استيلاد حالات الفرقة والخلاف ليتمكَن المتطرفون من الامساك بالاتجاهات المذهبية وسوقها في فجَ خلافي لا رجعة فيه لكلَ من سلكه وآمن به. ان الادانة الفعلية هي للجهة التي أحرقت بنيران طوائفها الضاحية وطرابلس وصيدا للطبقة السياسية المُسهلة والدافعة الى القتل بغريزة طائفية مذهبية حيوانية تجاوزت بوحشيتها منطق الغاب . اذا لم تتوقف أبواق الشحن الطائفي ولم يتمَ تنظيم الانقسام السياسي بطريقة حضارية فان لبنان بمناطقه كافة سيكون عرضة للاهتزاز وبطرق أصعب بكثير مما شهدته الضاحية الجنوبية وبالتالي سيكون على اللبنانيين العودة المجنونة الى فنون حروبهم الداخلية لأنَها مظهر من مظاهر الخلاف وتعبير من تعبيرات العداوة القائمة بين جهتين سياسيتين أرهقتا الوطن والمواطن وجعلتا من الحياة في لبنان كابوساَ ثقيلاً وجحيماً تأكل نيرانه ما تبقى في لبنان من سلام وأمن .