الوقوف على الاطلال كان هو السمة الابرز التي خيمت على مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع الزميل غسان بن جدو على قناة الميادين بالامس ,, فراح السيد يروي لنا تفاصيل التفاصيل وكأن الحدث صار بالامس على الرغم من مرور كل تلك السنوات , " ابتسامة الاخ " .. " الحديث على الهاتف " .. " البوظة " وغيرها الكثير من المحطات البسيطة وعلى مدار حوالي الساعتين كان واضحا جليا تعمد هذا الاسترسال الصادق لتلك الساعات بل لتلك اللحظات التي عاشها السيد في مرحلة من اخطر المراحل التي مرت على تاريخ المقاومة بصراعها مع العدوالاسرائيلي , فكان بلا شك كما العاشق الولهان الذي يستحضر اجمل ذكريات الحب عندما يتحدث عن معشوقته الضائعة التي حال بينه وبينها البعاد فرحلت عنه او رحل عنها , الا انه لا يزال يمنّي نفسه ويحاول بان يقنع قلبه بان تلك الايام الجميلة ستعود يوما وبان كل تلك المسافات لن تقوى على الفصل بين روحيهما المتحابين .. وانا بدوري لا اشك لحظة ان بين السيد والمقاومة حكاية حب جميل , احبها واحبته لذا فلا اشك للحظة ان السيد استطاع ان ينقل الى المشاهد صدق ذكريات عواطفه الجياشة واحاسيسه الملتهبة ,ولكن  ولنفس السبب فهو لم يستطع ايضا ان يخفي ذلك الاحساس العميق بالذنب الذي سببه هجرانه لها وانشغاله مع غيرها , وهذا ايضا بدا واضحا عند سرده لحادثة اللبونة , فبعدما ان كان عودنا السيد في مثل هذه الحالات ان يخبرنا وبطلاقة العارف فيكاد يعلمنا عن لون الصخرة التي وقف عليها المجاهد وعن حجم جب البلان الذي كان جنبه , وجدناه بالامس يخبرنا عن ما جرى ولكن من بعيد فبدا كانه مربك ولا يعرف سوى القليل القليل ,, وهذا مرده حتما لبعد المسافة بين اللبونة وحلب .