تضاربت الأنباء والمعلومات حول عملية خطف التركيين على طريق المطار واتسعت دائرة التحليلات والأقاويل حول الجهة المنفذة لعملية الخطف هذه وأوردت بعض الصحف سيلا من المعلومات المتضاربة حول عملية الخطف والجهات المنفذة .
فقد أوردت صحيفة القبس الكويتية في معلومات حصلت عليها حول العملية
أن الخاطفين "جديون جداً"، وليس صحيحاً أن الجهة التي خطفت في السابق شخصين تركيين هي نفسها التي نفّذت عملية الجمعة.

وقالت القبس أن الخاطفين توصلوا إلى قناعة حاسمة بأن ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين احتجزهم "لواء عاصفة الشمال" في "الجيش السوري الحر" في 22 أيار 2012 هو بيد السلطات التركية التي سبق أن أكدت لمعبوثين رسميين لبنانيين أن القضية في طريق الحل، كما تشكّلت لديهم قناعة بأن ثمة من ضغط حتى على أنقرة من أجل تجميد الموضوع.

وفي معلومات القبس أيضاً، أن الخاطفين هم فعلاً جزء من مجموعة "زوار الإمام الرضا" التي تشكّلت، بطريقة أو بأخرى، منذ نحو 4 أشهر للتعاطي مع الملف، إذا أخفقت الجهود لإطلاق مخطوفي اعزاز، وقد تحظى هذه المجموعة بتغطية ما، لأن التحقيقات التي جرت مع سائق الحافلة، وهو من آل زعيتر، أكدت أن الخاطفين نفذوا عمليتهم بمهنية حتى أنهم توجهوا، فور صعودهم إلى الحافلة، إلى الطيار ومساعده من دون أن يلتفتوا إلى الأتراك الآخرين الذين كانوا في الحافلة بل تركوهم يكملون طريقهم إلى الفندق ، حيث يبيت طاقم الطائرة بانتظار الإقلاع من مطار بيروت، وإن تردد أن المتبقين هم مضيفات
ونقلت القبس عن نائب في كتلة الوفاء للمقاومة ان لا علاقة البتة لــ"حزب الله" بعملية طريق المطار، قائلاً: "فوجئنا كما فوجئ غيرنا بالذي حصل
".

النائب نفى وجود اي اتصال بين انقرة والحزب للمساعدة على تخلية المخطوفين، مضيفا ان الاتراك "يعلمون الا علم لنا بالقضية"، ليسأل: "هل تعتقدون ان حزب الله يمكن ان يزج بنفسه في هذه المسألة الآن بالذات"؟
ولكن القبس قالت للنائب ان اجهزة الحزب تتابع حتى حركة الطيور في الضاحية التي يشكل طريق المطار في بدايته، جزءا منها، اجاب "قد نعرف حركة الطيور اما حركة الطيارين فلا
".
ونقلت القبس ايضا عن مصدر في حزب الله أن مسألة خطف الطيارين التركيين على طريق مطار بيروت الدولي تبدو معقدة جدا، نافياً أي صلة للحزب بعملية الاختطاف

من جهتها علمت "النهار" ان المعطيات التي تجمعت حول خطف الطيار التركي ومساعده عند أكثر من جهة داخلية بناء على معلومات بالتقاطع مع الاتصالات مع السفير التركي في لبنان اينان اوزيلديز تفيد ان منفذي عملية الخطف هم من المحترفين وليسوا من الهواة مما يسقط كليا فرضية ان الخاطفين ينتمون الى اهالي مخطوفي اعزاز.
 

وحسب معلومات النهار ايضا  ان عملية رصد حركة طواقم الطائرات التركية في المطار والفندق في عين المريسة بدأت قبل نحو اسبوعين تخللهما خطف مواطن من جنوب تركيا قرب مدخل الضاحية الجنوبية، وفور علم "حزب الله" بالحادث تدخل واطلقه بعيداً من الاعلام، لكن خطف الطيارين على جسر الكوكودي جاء فجر عيد الفطر وعلى جسر تغادر منه السيارات الضاحية الى بيروت، وبالتالي لا يخضع للاجراءات الامنية التي ينفذها الحزب منذ مدة ومنها تفتيش السيارات التي تدخل الضاحية وليس تلك التي تغادرها، عدا ان عملية الخطف لا توازي تفجير بئر العبد في تموز الفائت، اضافة الى ان الحادث يشكل مادة للاستمرار في تحميل الحزب المسؤولية وزيادة الضغوط عليه واعادة الحديث عن مطار القليعات وضرورة تشغيله لاسباب امنية.
 

صحيفة الرأي الكويتية تحدثت عن دور ما للنظام السوري وقالت : رغم الارتباط الوثيق لخطف التركييْن فجر الجمعة بقضية مخطوفي أعزاز الذين يتم تحميل انقرة مسؤولية التأخير في اطلاقهم، فان اوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت لم تستبعد عبر "الراي" الكويتية دوراً ما للنظام السوري في العملية ضد الأتراك كجزء من ردّه على مواقف تركيا من الازمة السورية والذي يشمل ايضاً تحريك ورقة الأكراد في سوريا ضدّ انقرة والمعارضة السورية، وهو ما استشرفت منه كذلك محاولة لاطلاق هذا النظام "هجوماً استباقياً" على انخراط تركيا بفاعلية اكبر في دعم "الجيش السوري الحر".

وحسب هذه الأوساط، فان "انقرة بدت مدركة لهذا الخطر حتى قبل خطف مواطنيْها في لبنان اذ انها ابلغت الى قيادة قوة "اليونيفيل" في الجنوب في 6 الجاري انها قررت سحب وحدتها العاملة في اطار القوة الدولية "اليونيفيل" بحلول الأسبوع الأول من أيلول المقبل".


وفي تداعيات عملية الخطف أفادت صحيفة "الديار" ان السفارة اللبنانية ارسلت لكل اللبنانيين الموجودين في تركيا رسالة اس ام اس لضرورة مغادرة تركيا في اسرع وقت ورغم ان الشرطة التركية والجيش يحفظون الامن ويمنعون الخطف الا ان هنالك غضب تركي في الشارع التركي اثر خطف الطيار التركي ومساعده في لبنان على طريق المطار.
وقد بدأ اللبنانيون بالعودة وارسلت شركة طيران الشرق الاوسط طائرة خاصة تتسع لـ250 راكبا لجلب لبنانيين من تركيا اضافة الى ان البقية بدأوا يأخذون الرحلات باتجاه بيروت.


أفادت صحيفة "الديار" أيضا ان جهاز امن لبناني علم ان احد المخطوفين الاتراك هو في البقاع وفي حي من احياء بعلبك. وأن الجيش لا يستطيع مداهمة هذه الاماكن الا بمجزرة، وهذا لن يحصل.