يبدو أن العبوة أو الكمين أو المجهول الذي تعرَضت له دورية يهودية تجاوزت الخطَ الأزرق استهدافاً منها لشيء مجهول أيضاً قدَ فتح ملف الحرب بين حزب الله واسرائيل من جديد انسجاماً مع رغبة الكيان في انضمام لبنان الى السخونة السياسية والحرائق التي تشتعل في المنطقة لتكتمل الحلقة المفقودة بعد أن تعذَر على اللبنانيين التواصل مع اشقائهم العرب من أبواب الفتنة الطائفية والمذهبية رغم التصدَع الداخلي وانجرار لبنانيين الى الحرب الدائرة في سورية ان للدفاع عن النظام أو لتدعيم جبهات المعارضة . من هنا ثمَة من يضع التحرَك الاسرائيلي في خانة الحرب على لبنان والاستهداف المفضي الى التبرؤ من القرار الدولي1701 بعد أن تمَ خرقه مرَات ومرَات بواسطة البرَ والجوَ ويعتقد مراقبون أنَ دخول حزب الله الى ساحات الحرب السورية وبأعداد من خبُراته العسكرية دفع بالعدو الى التفكير باستغلال تواجد حزب الله في سورية لتوجيه ضربة مؤلمة وموجعة للمقاومة خاصة وأن مناخ لبنان السياسي سيسهل لاسرائيل عدوانها انسجاماً مع تداعيات الأزمة السورية على اللبنانيين من جهة ومع تفاقم الخلاف السياسي بين الطوائف اللبنانية من جهة ثانية . وبالتالي لن تستطيع المقاومة المواجهة في ظل خلفية لبنانية منقسمة عليها واحتمالات أكيدة في ارساء ظواهر فوضوية من شأنها أن تؤسس لمعطى سياسي داخلي مختلف عن المعطى القائم على توازنات سياسية يلعب حزب الله الدور الوازن فيها . والحرب على حزب الله ستؤثر سلباَ على الوضع السوري وخاصة على النتائج الميدانية لأن الحزب سوف يكون بين ناريين احداهما اسرائيلية والأخرى سورية وبالتالي فان الامكانيَات المتوفرة لن تستطيع تلبية حرب بجبهتين وفي ظلَ انكشاف وطني واضح نتيجة للانقسام الحاصل في لبنان .هذا السناريو الاسرائيلي المحتمل ثمَة من يقرأه أيضاً ولكن بطريقة مختلفة تستبعد قيام اسرائيل بأيَ عدوان على لبنان في ظلَ وضع عربي صحي لاسرائيل وفي مقدمته الأزمتين اللبنانية والسورية كونهما يسهمان في اعطاء العالمين العربي والاسلامي أدوات القتل الطائفي والمذهبي لتصفية حساباتهم السياسية والتاريخية وبالتالي فان الجهاد في سورية يجعل اسرائيل في أحلى حالاتها الأمنية لذا يعيش الكيان الغاصب في ظروف آمنة لم تتوفرَ له منذ النشأة .