لبناني الكيان عربي التكوين إنساني الرؤية , يمسك بوجدانه القلم ويخط أحاسيس النهار في الليل وأحاسيس الليل في النهار مأخوذٌ بقدسية الحرف ,كتب الشعر والنثر وها هو يقيم الآن في حضن الرواية ,وما زال يكتب والرحلة طويلة .
" الحقيقة " و " موت شاعرة " مجموعة قصص ورواية حملت توقيع الروائي الأنيق محمد إقبال حرب وما زال القلم ينبض .
محمد إقبال حرب فتح لنا الباب كله عليه فحدثنا عن كل شيء , حدثنا عنه عن الشاعر عن الكاتب عن الإنسان ,كما حدثنا عن الرواية عن الشعر عن القصيدة ,وحدثنا كثيرا عن هذه الروح الجميلة التي تسكنه ..
محمد إقبال حرب وهذا الحوار ....

1 . نريد أن نتعرف في البداية على محمد إقبال حرب  ( الهوية الكاملة لمحة عن شخصكم الكريم )

 ولدت في قرية شمسطار البقاعية اللبنانية وترعرعت في سد البوشرية من جبل لبنان ونشأت عربيا أصيلا, ثم أدركت بأنني أنتمي لهذا الكوكب الصغير برمته. لذلك تجدني لبناني الكيان, عربي التكوين, إنساني الرؤية فحيث ما وُجد البشر وجدت انسانيتي تضمني إليها. درست التمريض في الجامعة الأميريكية ثم درست البصريات في الولايات المتحدة الأميريكية. متزوج من السيدة سلوى الرمادي, لدي كريمتان وشاب وحفيدين. أعمل في المملكة العربية السعودية في مدينة الظهران كاخصائي بصريات.


2.  محمد إقبال حرب  .. من أنت في الشعر؟ في زمن القصيدة ؟ في الرواية في أي البحور تسبح ؟ أين تريد أن تكون ؟

أنا عابر سبيل أنصب خيمتي على ضفاف بحار الشعر والأدب. أرتشف من رحيق الشعر أبياتا وأنهل من عطايا الأدب كنوزا. أجدني أمسك القلم بوجداني أخط خواطر الليل على صفحة النهار وأحداث النهار على أجنحة الليل المسافرة إلى وجدان الأزل.

في زمن القصيدة تأخذني قدسية الحرف إلى بُعد آخر تسكن فيه النجوم لسحر القوافي فتنتشي ملكاتي حكمة الوجود, وفي أحضان الراوية أستشعر انسيانيتي من جديد فأدرك بأنني أنتمي لكل بشر تنفس مشاعر الحب والألم... لكل دمعة ذرفتها مآقينا يوما أصابتنا سهام العبودية والظلم والغدر في صميم وجودنا.
بين هذا وذاك تراني أملأ خزان قلمي من آلام البشر وأرسم قصيدة أمل أسبح بها على أي بحر يرضى بي رفيقا.


3. كيف جئت إلى عالم الشعر والادب ؟ من أي شاعر أتيت ؟ هل وصلت إلى ما تريد ؟

فعلا لا أعرف من أين جئت ولما أتيت, لكنني وجدت نفسي في وطن الأدب أبحث عن حرف يكلل قصيدة, وجملة تحكي رواية. فكما تعلم أستاذي الكريم كاظم بأن موهبة الشعر تولد معنا, ولا تنمو إلا بالغذاء المستمر. لذلك وجدت نفسي أرتشف من ينابيع الشعر والأدب وأرفل بين خزائن المعرفة التي خطها الإنسان عبر العصور, من ملحمة جلكامش وأنكيدو إلى أرسطو والالياذة مرورا بعطايا الشرق والغرب. نعم  الكم الهائل من الكتب التي قرأت هي التي صنعت مني الأنا. لا أستطيع أن أقول بأنني جئت من شاعر ما أو ارتويت من نبع ما. فالكل يصب في بحر المعرفة الذي ما زلت عند شاطئه أصطاد من كنوزه حلى جديدة أضمها إلى قلادة معرفتي.
هل وصلت إلى ما أريد؟ أنا لم أبدأ بعد أستاذ كاظم ولا أظن بأن العمر يكفي ليبوح برحلات البعد الآخر. ما أنا إلا حرف يتسلق قصيدة الوجود عله يتبوأ ومضة تذكرها الأجيال القادمة.


4 . محمد إقبال حرب  .. في كل شاعر مجموعة من الشعراء أي شاعر صنعك ؟ و أي لغة أنت الآن تصنع ؟ما هي الروافد التي صنعت تجاربك الغنية في الرواية ؟

سؤال جميل يثير الرغبة في الحوار.

تعلمت لغتي بين آهات المعذبين, تعلمتها في حواري البؤساء وحفظت حروفها كما حفظت درب السماء.  تعلمتها عندما أطلقت شراعي في بحار العطاء, مذ نُـقِشت أحلام البشر بنقوش حجرية على جدران المغارات الهائمة في وجدان التاريخ. تعلمتها يوما سبحت في بحار امروء القيس وأصحاب المعلقات فالمتنبي وديك الجن الحمصي...الخ, تعلمتها من لوحات أزلية كتيها الجاحظ وابن أبي الحديد مع ابن خلدون وابن عربي وطاغور والخيام. أما جبران خليل جبران وأحمد شوقي وشعراء المهجر فلهم في وجداني نجم لا يخبو بريقه.

لذلك أستطيع القول بأنني ما زلت في رحلة لم تنته بعد لاكتساب المعرفة, أكتب بلغة الانسان الذي يبحث عن كينونته بكل شفافية تسطيع جوارحه إدراكها. العمر قصير كي أدرك من أنا ومن أين جئت... بل إلى أين يأخذني الشراع.

أما روافد الرواية التي نهلت منها فهي فيض لا ينضب من الرواية العالمية التي كانت شغلي الشاغل أيام الشباب. فقرأت وقرأت الأدب العربي والروسي كما الصيني والأميريكي ناهيك عن شكسبير ومارك توين وغيرهم الكثير. الروافد كثيرة والعطاء الإنساني عبر العصور يكتنف وجودنا, ما علينا إلا أن نبحث ونقرأ ونحلل لنصقل الموهبة التي حبانا الله بها.


5 . قرأنا "موت شاعرة" و"الحقيقة " كيف وجد شاعرنا هذا التوأم كيف كانت أصداء هذه المنشورات.

موت شاعرة والحقيقة كتابان نشرتهما خلال السنوات الثلاث الماضية والحمد لله كان الصدى مغردا في كياني. فلقد نفذت معظم النسخ من المكتبات. لقد لاقى الكتابان نقدا ايجابيا من نقاد المشرق والمغرب. وأسمح لي هنا أن اشكر د. نصر عبد السلام الذي تكرم علي وقدم لكتاب موت شاعرة مقدمة أعتز بها أيما اعتزاز. كذلك أشكر الأستاذ  مراد يوسفي على دراسته النقدية المميزة لكتاب الحقيقة والتي ستكون جزءا من الطبعة الثانية. كما لاقى الكتابان إعجابا من القراء الذين أكرموني بردودهم الايجابية. وقد أقام نادي القصة بالمغرب بدعوة من رئيسها القاص هشام حراك حفل تكريم وتوقيع للكتابين في مدينة سلا بالقرب من العاصمة الرباط. كانت القاعة عامرة بالأدباء والنقاد ووسائل الإعلام التي بثت وقائع الحفل.


6 . هل أتاح لك موقع فايس بوك ان تكون ما تريد في الشعر والرواية و هل هو مساحة صالحة بين الشاعر أو الكاتب وجمهوره و كيف يرى محمد إقبال حرب المشاهد الشعرية والادبية على فايس بوك ؟

الفايس بوك وسيلة عصرية تمنحنا التواصل مع جمهور كان من الصعب الوصول إليه قبل عصر الشبكة العنكبوتية. من خلالها التقيت بصفوة الأدباء والنقاد من أطراف العالم العربي وقلبه وتعلمت منهم الكثير. كما حظيت بجمهور واسع أعتز بكل فرد منه. الفايس بوك يحتاج إلى حسن اختيار وحكمة في التعامل مع الصدقاء والزملاء فلكل حق واحترام يتوجب علينا الإيفاء به.

أما المشاهد الشعرية والأدبية الجادة التي تعني بالإنسان ومشاعره ومشاكله فهي قليلة شحيحة. كما أن وجود الكثير من الأندية "جروبات" تقف حائلا بين القارئ والكاتب فلا يمكنك متابعة كل الأندية التي لا تشير إليك بأعمالها, ومعظمها لا يفعل. لذلك أجد صعوبة في البحث والتواصل الدائم مع الذين يقتصرون نشر أعماهم في أندية معينة. لذا أدعوا أصحاب الأندية إلى التجمع والاتحاد لتقليص عدد "الجروبات" علنا نستطيع إيصال الرسالة بكل سهولة للقارئ والكاتب على حد سواء.

 
7.محمد إقبال حرب  .. إلى أي شعر تنتمي ولأي شعر تنتصر بين الشعر الكلاسيكي القديم والشعر الحديث و هل يمكنك أن تعتبر أن الشعر العربي خرج من إطار التفعيلة إلى مداه الأرحب والأوسع ؟

"شعر التفعيلة", الشعرالحر" ، "الشعرالعمودي" ، "قصيدة النثر" ، "أسلوب السطر/أوالشطر"أسماء تداولها النقاد بالسلب والإيجاب مقارنة بعروض الخليل بن أحمد الفراهيدي. والخروج عن إطار شعر التفعيلة يثير جدلا كبيرا. شخصيا لا أستطيع إبداء رأي صريح في هذا الموضوع الذي أتركه لعلماء علم العروض واللغة, مع العلم بأنني أكتب في الشعر الحر. أعتقد بأنه يجدر بالشعر الحديث أن يركن إلى قواعد ثابتة يضعها علماء اللغة والعروض من أجل الحفاظ على شعر راق والتطور في أساليب التعبير الشعري كما حصل في بقية اللغات  الحية.


8 .نقرأ في كتاباتك عتاب دائم على المجتمع على واقع الحال السياسي والاجتماعي هل يستطيع الشعر أن يغير في واقعنا نحو الافضل ؟

أنا لا أعتب على المجتمع بقدر ما أدفعه للتغيير والتمرد. ففي كتاب الحقيقة دعوة لإدراك حقيقة وجودنا الذي زيفه المنتصر في حروب العبودية التي حملت شعارات لا تستحقها ونشرت زيفا لا يصدقه عاقل متبحر في وجدان وجودنا. وفي كتاب "موت شاعرة" نقشت صرخات الألم المدوية في ثنايا المعذبين على صخرة الضمير المتواري, في ضمير السجناء في سجن الوطن... صرخة في وجه جلاد اسمه حاكم. الواقع الاجتماعي والسياسي في بلادنا ألم مستمر تدكه العصبيات والطائفية كما المذهبية بكل أنواع الأسلحة التي تتخذ من مشاعر البشر مسرحا لها. تغذيها بالحقد والكراهية وتدفعها لسفك داء الأخ والجار...

لا, لا أعتب على المجتمع بقدر ما اسعى لتوضيح الصورة بإبراز حقيقة الألم الذي يعصف بعمق وجودنا.


9. محمد إقبال حرب  .. هل تجد في كتاباتك و في شعرك رسالة أم هواية ما هي رسالتكم ككاتب ؟

الأدب بكل أنواعه رسالة مقدسة. قد تكون الكتابة هواية قبل نشرها ومشاركة الآخرين بها, ولكن عندما تخرج للوجود تصبح رسالة, والرسالة مقدسة. لذلك أجد فيما أنشر رسالة أسعى أن تصل إلى أعماق البشر عامة. تلك الرسالة, رسالة البحث عن حقيقة الإنسان, رسالة الحرية والتمرد على كل أنواع الاستعمار والظلم والعبودية التي تستخدم الإنسان لمصالح دونية تتسم بالقهر والاستعمار. رسالة ضد أنواع التهميش والتحقير والتكفير. أستمد من الألم حروف التمرد على كل أعداء الوطن والإنسان. من قيود العبودية أتفجر ثورة ضد الظلم, ضد الحاكم النائم الذي فقد وطنه وشعبه دون أن يدري والحاكم الصاحي الذي يستغل هوائنا النقي لزرع الفتن وانعاش الضغينة والاستعمار الفكري في سبيل مشاريع تُحطِّم كيان الأمة والفرد سواء.


10. حين تكتب من يكتب معك العقل أم الروح أم القلب وماذا عن الحقيقة في كتاباتك ؟

السؤال يحتاج إلى صفحات للرد عليه. لكنني سأوجز قدر ما أستطيع.

عندما أكتب الشعر أتساءل إن كنت أكتبه أم يكتبني... لذلك أجد نفسي في بعد آخر أفقد فيه التمييز بين القلب والروح... أما العقل فيكون في حالة اكتساب لعطاء اللحظة.

لكن عندما أكتب الرواية والقصة أعيش في كيان الشخصيات حتى أتقمصها وأستشعر آلامها. أحيانا أصاب بالاكتئاب, أشعر بالقهر والدونية لفترة غير وجيزة عندما أكتب عن المقهورين والبؤساء... وما أكثرهم على بساط بلادي. كما أشعر بالفخر والشموخ عندما تعتيرني نوبات الثورة ضد الطغيان والمستبدين فأجد نفسي أخرج من سجن الوطن إلى ميدان من ميادين بلادنا الواسعة التي تعمل جاهدة من أجل الحرية... حرية الفرد والوطن.
الحقيقة في كتاباتي هي ذلك المجهول الذي أسعى إليه بجوارحي, بين فضاءات الوجود, خلف عيون البشر, عند ينابيع الخير والشر المتلاطمة في كياني وكيان كل إنسان... أستنير في وحدتي ببصيص أمل  يحملني خطوة إلى الأمام في عمر قصير كاد أن ينضب.

 

11 . كلهم يكتبون للحب معه وعليه  ماذا يكتب محمد إقبال حرب و ماذا كتب للحب .. هل يستطيع الشاعر ان يكتب الحب بصدق ؟

الحب هو رسالة الوجود, هو عمق الحقيقة التي أسعى إليها مع أبناء البشر الساعين لها بجد ونشاط. نعم الكل يكتب عن الحب, لكن أي حب؟

الحب المرتبط بجمال المادة الفاني هو ما يشد أبجدية الأكثرية إلى البوح على وسادة القمر والبكاء على فات والشوق لما هو آت. أما الحب المطلق فلا يجد لا مناصرين كثر في عصر الماديات وتغيير دقات القلوب. بلا شك بأن الحب المطلق هو حب وعشق الذات الإلهية التي يسعى لها كل ساع إلى حقيقة الوجود المطلقة. من ذاك الحب نستتشعر حب الحرية والعطاء والفداء, حب الحقيقة المطلقة, حب العطايا التي وهبنا الله, حب الرسالة التي جئنا من أجلها. الحب الحقيقي أراه في حب الإنسان الآخر واحترام عقائده, حب الكون الذي ينعم بالسكينة عندما يخبو بني البشر.

أستطيع أن اقول بأن كل كتاباتي تتجه نحو الحب وتعمل له. فعندما أكتب عن العبودية إنما أكتب حبا للحرية. وعندما أكتب عن المجاعة والقتل إنما أكتب عن عشق أزلي يدفعني لأنقذ أخي البائس المطحون من عذابات يمكننا تفاديها بالحب العارم الذي نخفيه غصبا تحت رايات السلطة والجشع. وعندما أكتب عن سجون بلادي أكتب عشقا لهواء خارج الزنزانة, هواء يحمل نسيم الحرية دون تلوث.

 نعم الشاعر والكاتب إن هو إلا رسالة حب تنقذ البشرية من آفات الطغيان. فلنغوص في أعماقنا باحثين عن حقيقة الحب الإلهي الذي نستمد منه الحب الخالد.


12 . ما هو رصيدك الشعري والأدبي هل يمكننا أن نتعرف على نموذج من كتاباتكم  (مجموعة من كتاباتكم )

أعترف بأنني مقل في عطائي الشعري, لانهماكي منذ فترة طويلة بأعمال روائية وقصصية أنهلها من واقعنا المرير. ومع ذلك سرقت من نفسي نفحات شعرية جمعتها في ديوان سيصدر قريبا  بعنوان "عاشق النسيان". وما يقلل من عطائي الشعري هو انني لا أكتب الشعر إلا عندما تأخذني ملائكة الشعر إلى بحر ما من بحاره لأغترف قصيدة, أو أرتشف منها كأس عطاء.
كما ذكرتم فلقد صدر لي كتابان, الحقيقة وموت شاعرة. أما الآن فأنا بصدد نشر رواية اجتماعية مؤلمة تتناول موضوعا شائكا, ألا وهو جريمة العار إضافة إلى نظرة المجتمع المؤلمة نحو المرأة في مجتمعاتنا. الكتاب يطرح ويعالج الحالة النفسية والاجتماعية للآتي تعرضن للإغتصاب ويحمل في طياته ومضات عن الصراع الاجتماعي في وضع المرأة الشرقية.

أقدم لكم بعض النماذج من كتاباتي.

 

 

 

حيــتان

كم أحسدك يا نبي الله يونس على حُوتك.
نعم يا نبي الله حُوتك الذي ابتلعك ثم أعادك.
أحتار إن كان يجدر بي الإشفاق عليك أم يجدر بك أن تبكيني.
فلم يكن لديك إلا حوت واحد... وفي بلادي ألف حوت وحوت... بل آلاف الحيتان.
في بلادي حيتان تأكل البشر, تبتلع الشمس والقمر.
حيتان بلادي لا تلفظ شيئأ مما ابتلعت... وحوتك كان قد لفظك بعد ثلاثة أيام.
في بلادي وحوش تحكم الإنسان ... وتعاملهم "كالجرذان."
حُوتك يا نبي الله يسمع لربه وحيتاننا تسمع لشياطينها.
تأكل ولا تشبع... تدب في أجسادنا كأنها لا ترَ ولا تسمع.
تبتلع البشر والحجر, تأكل الحيوان والثمر.
حيتاننا تأكل اللحوم والدماء... وما كان في الأحشاء.
حُوتك يا نبي الله حيوان أمي يخشى ربه. وحيتاننا تشبه البشر تقرأ كتب السماء وكأنها ما قرأت وعظا وعبر.
حيتاننا يا نبي الله تَرِث وتُوَرِّث ما في أحشائها ... ورثت آبائنا وتورث أحفادنا ... ونحن في بطونها في عداد العبيد.
قد نَعِمْتَ يا نبي الله في بطن الحوت...وعدت نبياً.
أما نحن فبين حوت وحوت... نموت ثم نموت.

 

إذا لم أعد

إذا لم أعد عند المغيب

عند لقاء حبيب بحبيب

تكون الروح قد قبضت

فاذكريني كي لا أغيب

إسمعي أنين الفؤاد

وصداه في الأوراد

قبليني عبر الأثير

عبر نوم وسهاد

دعيني أحيا بعد فراق

هناك خلف الأحداق

فقد أعود من كفن

لأضمك غبر الزمن

 

من قصيدة سأرحل

نَبَضَ قَلْبُكَ فأغْوانِيْ
هَمَسَ شَوْقاً فأرْدانِيْ
هَبَّ فُؤادِيْ لِيَلْقاكَ
فَأبْصَرَك  وأعْمانِيْ

أحْبَبْتُكَ
عَشِقْتُكَ
وَهَبْتُكِ إنْسانِيْ
لَكِنَّكَ لَمْ تَرَ
إلاّ ألْوَانِيْ
إلاَّ جَسَداً
خَادِعاً فَانِيْ

أنْكَرْتَ لِي ذَاتِيْ
دَمَّرْتَ لِيْ مَلَكاتِيْ
قَتَلْتَ حَنِيْنِيْ
سَلَبْتَ سِنِيْنِيْ
حَطَّمْتَ كِيَانِيْ

لَمْ تُدْرِكْ بِأنَّنِيْ إنْسِانَة
أرَدْتَنِيْ مُهَانَة
بَعْثَرْتَ لِيْ حُلُماً
شَوَّهْتَ ألْوَانَه