يعيش هذه الايام اهلنا في الضاحية الجنوبية تحت وطأة رعب كابوس اسمه (السيارات المفخخة ) حيث يستفيقون كل يوم على خبر احتمال وجود احداها مشتبه بدخولها الى احيائهم وبين منازلهم , وازدادت هذه الحالة تفاقما خاصة بعد انفجار بئر العبد الذي كان من اخطر نتائجه انه قضى على الهالة الحديدية التي كانوا يمنون انفسهم بها بأنهم يعيشون في حصن حصين يستعصي على اي اختراق محتمل مما ولّد هذه الحالة الجديدة من الرعب المبررة والتي لم يعيشوها من قبل خاصة اذا ما قارنا الفارق الكبير بين ما تعرضت له الضاحية من دمار وتهديم ابان القصف الغاشم لطائرات العدو حيث ان الخطر حينها كان من حيث يحسبون وكانت الاهداف حينها متوقعة سلفا وحتى التوقيت يومئذ لم يكن مفاجئا , لذا فبالرغم من كل تلك الهمجية عند العدو الصهيوني وكل ذلك الحقد الذي اصابهم في عدوان 2006 فاننا نجد ان الضحايا المدنيين كانوا يعدون على الاصابع خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار خلو الضاحية من معظم اهلها تحسبا للاتي حينها , لذا فمن غير المنصف مطالبة اهل الضاحية الان بالتعاطي مع الخطرين بذات ردة الفعل وبنفس الكيفية ومن غير المنطق ايضا استغراب الاصوات التي بدأت ترتفع وتتساءل : هل سقطت مبررات الحزب بقتاله في سوريا كي لا يقاتلوننا على ارضنا ؟؟ ومن يتحمل المسؤولية لما وصلنا اليه من اجواء الخوف وعدم الاستقرار الذي عبّرت عنه الحاجة ام حسين باختصار : مية طيارة ولا سيارة !!! حمى الله الضاحية وكل لبنان