سؤال يجري في شوارع مصر ويعاين اجابات أهل الساحات والميادين ويطرق مسامع الساسة والعسكر ويخاف الاخوان الثائرين على ملك ضاع منهم في غفلة من تاريخ لا يتكرر ... وضع الاخوان أنفسهم في خارطة مصرية كحالة خاصة بعد أن تحولوا الى حالة عامة والى جهة تتدَعي الحق في ادارة مصر دون غيرهم من الكفرة واستخدموا وسائلهم المعروفة من تهديد وتنكيل وتعد واظهار لسلاح السكين وممارسة لعبة رميَ الناس من علو كما فعلت حماس في غزَة مع الفتحاويين وقد آلت جماعة الاخوان على نفسها أن لاتغادر كبيرة أوصغيرة في مصر الاَ وتستخدمها لعودة شخص لا يوجد فيه شيء يشجع على عودته وهم بذلك قد أعلنوا المواجهة المفتوحة مع أكثرية مصرية متمثلة بالمؤسسة العسكرية وبالقوى السياسية وبساحة الميادين وبالمؤسسة الدينية الاسلامية والقبطية ومع حاضر مصر ومستقبلها وفتح اوتستراد طويل مؤد الى جهنم وساءت مصيراً .
نعم هناك شرعية يمكن للاخوان التسلح بها لتحسين شروطهم التمثيلية بعد أن فقدوا منها كل الاضافات الزائدة على الحصة والكتلة الاخوانية وهم تعرَوا في مواجهتهم مع الانقلاب على الشرعية عندما وقفوا كجماعة حزبية لا كأمَة مصرية أعطت الجماعة ثقة في الحكم والادارة السياسية .
تصوروا 13مليون مصري منحوا المرسي والاخوان ثقتهم وبعد سنة من المخالفات تحولوا الى جهة تدفع بكل امكانياتها المالية والدينية لتأمين حشود تصل الى المليون شخص للتعبير عن شرعيتهم في الشارع المصري بعد أن خسروا شرعيتهم في الحكم .
المهم هنا وفي العودة الى السؤال مصر الى أين ؟ بتقديري أن مصر أمام خيارين لا ثالث لهما فاما التعاطي مع خارطة الطريق وانخراط الجميع في عملية سياسية لا تشطب أحداً وتتجاوز المرحلة السابقة بكل أثقالها وتداعياتها وتفتح باباً كبيراً للمصريين الذين يحتاجون الى فرصة تحسَن من شعورهم في الحياة . واما البقاء في الشوارع وتحويلها الى خطوط تماس بين المصريين تستنزف ما تبقى عندهم من حياة خاصة وأن الكثيرين من دول قريبة وبعيدة وأحزاب ملتحية وغير ملتحية مهتمة في تدعيم الخلاف والانقسام ومده بالامكانيات اللازمة لاستمراره على ايقاع سريع ترقص فيه مصر على طبول الحروب المتعددة الأشكال .
هل يفوَت الاخوان على الآخرين فرص الصيد فيهم وينحازوا الى مرحلة المشاركة السياسية ومن مواقع الوازن فيها أو يندفعوا وبقوة مضافة تجاه المعارضة المكلفة والتي يتقنون فنونها أكثر مما اتقنوا فنَ السلطة ؟ أنا أشك في قدرة العقل الاسلاموي على تصحيح مساره القدروي والانفلات من أطواق وقيود ثنائيات يلجؤون اليها في مسارات صعبة من قبيل الحق والباطل والحلال والحرام وملة الايمان والكفر .