لم يفاجأ أحد من المتتبعين للحالة المرضية في الجسم الشيعي عند تعرَض وزير الداخلية للاعتداء من قبل صبية في الضاحية الجنوبية اثر تفقد الوزير شربل لمكان الانفجار في منطقة بئر العبد لاعتبار أن هناك من يداوم يومياً على السبَ والشتم وابراز الاهانة كهوية لطائفة أثبتت أنَها مدرسة أخلاقية مفتوحة على قيم الأنبياء والأئمة الأوصياء .
كثُرت حالات الاعتراض على المختلفين مع الرؤية السياسية للثنائية الشيعية من قبل جماعات التحقت بركب المقاومة بعيد التحرير والتصقت بسياستها عندما دخلت مدخلاً طائفياً وأمست جزءًا من الانقسام السياسي القائم في لبنان على عناوين وملفات داخلية وخارجية والذي أتخذ لبوسه الطائفي نتيجة لتركيبة النظام السياسي من جهة وتركيبة الأحزاب الطائفية من جهة ثانية .
هذه الجماعات تسيء للمقاومة وللطائفة التي أنتجت حالات جهادية استثنائية ان على مستوى الصراع مع العدو الاسرائيلي أوعلى مستوى الصراع مع الحرمان وهي تمعن في الاساءة لأن المراقبة المسؤولة غائبة تماماً عن ساحة الاهتمام نتيجة مخاوف من تحوَل هذه العصبيات الى أبواق مخالفة لهوى الثنائية الشيعية .
أن يتعرض وزير داخلية للاساءة في عمل من صنع الشيطان مسألة تستدعي الوقوف جدَياً أمام تمادي الكثيرين في استخدام فائض القوَة لدى الطائفة بطريقة سلبية وأنَ الاعتذار غير كافي كاجراء يتيم ووحيد بل يجب وضع حدَ نهائي لهذه الأفعال التي تسيء أولاً وأخيراً الى الجهات التي يدافعون عنها . انَ نظرة واحدة الى مواقع التواصل الاجتماعي وبكافة قنواته والى الحكواتين في البرامج السياسية المحلية كافية لمعرفة ماتقترفه هذه الجماعات من اساءات ترتدَ سلباً على المقاومة وتيَاراتها وبالتالي فان المقاومة والثنائية الشيعية جهة تحتاج الى مؤازرة ومدافعة واعية وليس الى دعوات ذامَة وشاتمة ومحرَضة على القتل بوجهيه المعنوي والمادي .رحم الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما دعا شيعته الى عدم السبَ والشتم والاعتداء على الآخرين وكذلك أوصى صادق أهل البيت عليهم السلام عندما قال : شيعتنا كونوا زيَناً لنا ولا تكون شيناً علينا .