الأستاذ  الشاعر حسن رمضان أطلق عليه قراؤه إسم شاعر الأمل ,عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين له مؤلفات ودواوين عديدة , هو إبن الجنوب اللبناني الذي كتب عن جنوبه الكثير .
شاعر الامل والغزل وشاعر أيضا في السياسة
موقع لبنان الجديد التقى الشاعر حسن رمضان وكان الحوار التالي .
 
لا بدّ لي أولاً من أن أتوجّه بالشكر  لكم على هذه المبادرة الكريمة الهادفة إلى إلقاء الضوء على مساحاتٍ ثقافية بغاية إبراز أهميّة الشعر والأدب في عملية البناء والمجتمعي والإنساني .

في البداية نريد أن نتعرف اكثر على شاعرنا الاستاذ  حسن  رمضان

أنا حسن إبراهيم رمضان

عضو إتحاد الكُتّاب اللبنانيين
شاعر من بلدة صريفا جنوب لبنان
مؤلفاته :
ديوان فردوس الزمان
ديوان مفردات الحلم الواثب
ديوان نغم (تحت الطبع)
ديوان خلعت رداء الولاء للزعماء(تحت الطبع)
إبحار في فكر الإمام السيد موسى الصدر (تحت الطبع)"أبحاث
ولدتُ في بلدة الشهداء صريفا -قضاء صور وتابعتُ دراستي الإبتدائية في مدرسة البلدة الرسمية ثم انتقلتُ الى مدينة صور حيث تابعت دراستي المتوسطة والثانوية ومن هناك انطلقت الى العاصمة بيروت حيث باشرت العمل وتابعت دراستي الجامعية فحصلتُ على إجازة في العلوم الإجتماعية عام 1979.
ناشط سياسي وإجتماعي منذ ريعان الشباب وكانت البداية عام 1967 حيث شاركت في مظاهرات طلابية تأييداً للثورة الفلسطينية ويومها أطلقت قوات الأمن اللبنانية الرصاص علينا في مدينة صور فاستشهد صديقي وزميلي في الدراسة الشهيد أدوار غنيمة وكان لهذه الحادثة الأثر المباشر في خوض غمار السياسة من باب الرفض والمعارضة للسلطة التي يتربع على عرشها الإقطاع السياسي التقليدي في ذلك الوقت.
شاركت في أغلب النشاطات السياسية والثقافية ذات البعد الثوروي والنضالي.
أقمت العديد من الأمسيات الشِعرية والأدبية في أغلب المناطق اللبنانية. وشاركتُ في أكثر من مؤتمر تربوي وثقافي وكتبتُ الكثير من المقالات والأبحاث في الصحف والمجلاّت اللبنانية وحصلتُ على العديد من الجوائز والدروع التذكارية.
أؤمن بالحوار وباختلاف الرأي واحترام الاخر ولا أؤمن بالطائفية والمذهبية والعنصرية أبداً.
أنا عربيّ الإنتماء وقوميّ الهوية أتضامن مع كل حركات التحرر في العالم..عنوان حياتي هو الإنسان.
هوياتي: الكتابة والمطالعة والرحلات الترفيهية والتمتع بجمال الطبيعة بفصولها الأربعة والإستماع الى الموسيقى الهادئة

لماذا شاعر الأمل ؟
لم تكنْ هذه التسمية  إختياراً شخصياً  فهي من القرّاء  وقد كثُرَتْ الألقابُ التي أطلقها القرّاءُ عليّ  مثل شاعر المراة  - شاعر الثورة – شاعر لبنان – شاعر الوطن – شاعر المقاومة  بالإضافة طبعا إلى شاعر الأمل  الذي شعرتُ بأنّه حقيقتي  . وهل هناك اجمل من الأمل ؟ أنا ضدّ كافة أشكال اليأس  والإحباط والتشاؤم  والإستسلام  مهما كانت الظروف صعبة وتبدو مستحيلة  فالأمل شعاري أحمله على كتفي وأمشي لآزرع في نفوس  اليائسين  نوراً  وتفاؤلاً  وفجر موعودْ .

كيف بدأ شاعرنا الكريم رحلته الى عالم القصيدة ومتى اشتعل القلم بلهيب الروح ؟

بدأت كتابة الشعر  في الرابعة عشر من عمري وكانت البدايات  مع أولّ عشقٍ  بريءٍ دخل إلى قلبي  وبطبيعىة الحال  فقد كان الشعرُ  غزليّاً  إختصر  العالم بمن أحبّ . ومن خلال  التشجيع من أساتذتي  بدأتُ أتطوّر في الكتابة كما أنّ إعجابَ من سمعني ألقي الشعرَ ساهم في أن أكون والقلم توأمين لا ينفصلان أبداً .

كان لنكسة حزبران عام 1967 وقعٌ شديد في نفسي  فكتبتُ بلسان الرافض للهزيمة  والدّاعي إلى المقاومة  والمبشّر بالنصر مهما بلغت التضحيات  وبالتالي كتبت لفلسطين  وأهلها الصابرين  الكثير . وكل ذلك  كان صدى للهيب روحٍ  ناتجٍ عن نار غرامٍ للمرأة  وللثورة  على حدّ سواءْ .

 يقولون وراء كل شاعر مجموعة من الشعراء من هم الشعراء الذين يتأثر بهم الشاعر حسن رمضان .

أحببتُ الشعر والشعراء والأدب  والأدباء وقراتُ للكثير منهم  فتأثرتُ بالطبع بما قرأتُ لأجد نفسي  مزيجاً من الكلّ فكنتُ أنا بشخصي وبأسلوبي وبنمطي وفلسفتي  مبتعداً عن " الروتين " الكتابي  وبالتالي عن تقليد  من  سبقني  .

ما هي الروافد التي صنعت تجربتكم الشعرية ؟
روافدي  مجتمعي ووطني وأمّتي  وفلسطين والقدس والمرأة  والدين  والمقاومة والفلسفة وعلم النفس والإجتماع  وبالتالي أحاسيسي ومشاعري  تجاه هذه العناوين  الكبرى  التي تجري في دمي .

ماذا عن الرواية او القصة ؟ هل خضتم غمار هذه التجربة  .

في بداياتي كتبتُ ثلاث روايات  لكنني لم أنشرْها  بسبب فقدان الفرصة  التي تتيح لي ذلك  فبقيتْ أسيرة الأوراق تنتظر ُ الخروج إلى النور  وما زالت تنتظر  ؟ إلا أنني  إعتمدتُ  كتابة  القصيدة – القصة   ومن يقرأ لي يُلاحظ ذلك بالتأكيد .

حسن رمضان كناقد  ماذا يقول لنفسه ماذا يقول عن قصائده  .
 أنا راضٍ جداً  عن نفسي  لأنني أكتبُ بصدقٍ بعيداً عن التصنّعِ  والإبتذال  سيما وأن لكل قصيدة  عندي موضوعها  وفكرتها  وحكمتها  ورسالتها  ، لقد حاولتُ ترويض الخيال  فجعلته صورة عن واقعٍ مُعاش  ودخلتُ في تفاصيل الأنفسِ فخاطبتُها  بلسان  المُبشّر بالأمل . ومن يتابعني سيعرف صدى ما اكتب في نفوس قرّائي .

 برأيكم الشعر رسالة أم هواية  ؟
يبدأ الشعر  كهواية  ويبقى هواية إنما يجب أن تلبسَ هذه الهواية رداءَ الرسالة الإنسانية  بكافة تفاصيلها  وإلاَ فلا خير في شعرٍ  لا فائدة منه ؟

 ما هي رسالة الشعر والشاعر برأيكم  ؟
الأدب والشعر من الركائز الأساسية للثقافة المُجتمعية ومن المفترض أن يكون لهما الدور الأكبر في عملية الإصلاح والتطوير نظراً لِما يتمتعان به من قدرة خارقة على الدخول إلى الوجدان الإنساني ويشهد التاريخ على أمثلة كثيرة في هذا السياق، فهما فنٌّ وإبداعٌ ولهما فعالية السحر عند المُتلقّي ( هكذا يُفترضْ ) وكلّ أدبٍ أو شعرٍ يقتصر على إشارات خيالية ولا يهتمّ بالواقع ولا يتضمّن رسالة إصلاحية وتطويرية مجتمعية وبالتالي وطنية هو تافهٌ وبلا قيمة لا بل هو أدبٌ مشاركٌ في الإبقاء على ظواهر التخلّف وهو كغيمةٍ عابرةٍ في لحظاتٍ عابرة ؟ يجب أن يكون الشِعرُ ملتزماً بقضايا الناس ( مجتمع  ووطن ) بكافة العناوين الحياتية ، واما التواصل بين الشاعر  وبين الناس فيكون عبر الكتابة حيناً وعبر الخطابة حيناً آخَراً ففي كِلا الوجهين فنّ وإبداع  ولكلا الوجهين فوارسٌ  يُجيدون ترويضَ الحرف ويعرفون كيف يدخلون إلى قلوب الناس فيزرعون الفكرة الإصلاحية والتطويرية بطريقة سحرية ليكون الحصاد يوماً ما  مجتمعاً  سليماً ووطناً مُعافى، فالأديب والشاعر  مسؤولان عن تشخيص الأمراض المجتمعية والوطنية وعن تقديم العلاج لهذه الأمراض  من خلال الإيحاء  والمباشر بطريقة فنّيةٍ جذّابةٍ لا تعتمد التجريدَ في رسم اللوحة بل تعتمد الوضوحَ في رسمها ليكون لها الأثر عند أكثرية الناس  وكلاهما صاحبا وحي وفي موقع القيادة غير المباشرة، فلا يكفي أن نكون ماهرين في صفّ الحروف  وفي النحو والصّرف والقواعد والمفاعيل  بل الأفضل أن نُقدّم نصّاً ممتعاً وسهلاً  غير معقّدٍ  وواقعياً  بأسلوب ممتعٍ وجذّاب ، ويستفزّني رأيٌ يُتداولُ بين الناس بحيث يُقال عن أي كلامٍ غير قابلٍ للتطبيق بأنه  كلام شِعر ؟ وانا لا أدين من يقول هذا الكلام بل أدين الشعراء أنفسهم فهم مَن كرّسَ هذا العُرف لأنهم إنحازوا إلى الخيال بشكلٍ كلّي وابتعدوا عن الواقع بشكلٍ كلّي  فكانوا كالمجانين؟ هذا بالإضافة إلى  التشاطر في إنتقاء الكلمات البلاغية فأصبحوا كانهم يتكلمون بلغاتٍ  أخرى لا يفهمها الناس إطلاقاً  ..
إنّ عملية الإصلاح والتطوير في جانبها الثقافي تحتاج إلى الإلتزام بعناوينٍ كثيرة ذات العلاقة  بأحاسيس ومشاعر  أفراد المجتمع ومن هذه العناوين: الأرض - البيئة - الدين - الإنسان -المرأة - الوطن - الأمة - الوجدان - الروح- السياسة -الإقتصاد-التاريخ - الجغرافيا -الماضي والحاضر والمستقبل - التراث  - الحب - العشق - الصداقة  -الموت - الحياة  وغيرها  والشاعر الدّارس لعلم النفس يكون قادراً أكثر من غيره على ملامسة أحاسيس الناس وبالتالي على إيصال الفكرة التطويرية  والإصلاحية بطريقة لبقة  فيكون له ما أراد  ولو بعد حين، وإنّ دور الشاعر بالإضافة إلى تميّزه بالجُملة الإبداعية هو دورٌ تحريضي وتحفيزي  وتثويري  يهدف إلى بناء الإنسان الحضاري  والوطن الحضاري البعيد عن التخلف والإنغلاق ، كما أنّ إعتماد الشِعر الحركي والأدب الحركي  هو ضرورة  قصوى للوصول إلى الهدف  لأن الجمودَ والخشبية والروتين والتكرار  مرضٌ  لا يُبشّر بالخير في عالم الشعر والأدب، فالشعراء روّادُ التجدّد والتطوّر والإصلاح  وهم ثوّارٌ حتى بلوغ الكمال التام.

عندما يكتب الشاعر عن الحب أو العشق هل يكتب الحقيقة برأيكم ؟

أن تكون  القصائد الغرامية  صدى لتجربة شخصية  فهذا رائع جداً  ،  لكن ليس من الضروري أن تكون  نلك القصائد  تعبيراً عن مشاعر ذاتية  ، فالشاعر المحترف  قادر على تقمّص الشخصية التي يكتب بإسمها  وبالتالي  فعلى قدر مهارته  يستطيع إقناع القارئ  بأن  ما كُتِبَ فقد كُتِبَ له  شخصياً .

 

ماذا عن كتاباتكم في الحب هل هي من عالم الخيال  ام هي قصص واقعية ؟
أنا شاعر واقعي  مئة بالمئة  وجعلتُ من الخيال  توأماً للواقع  فشكّلا معاً  فريقاً  مُبدعاً

تعددت لغة الشعر في واقعنا الحالي وثمة ما يشبه الصراع بين القديم والحديث لأي شعر ينتصر حسن رمضان  ؟
الصراع بين القديم والحديث  سُنّةٌ طبيعية  تتسمُ بها الأشياء كلّ الأشياء  والشعرُ من هذه الأشياء  وبالتالي  لا بدّ من الإشارة إلى أن لا يوجد شعر قديم  وآخر حديث  فهذا التعريف جامدٌ  جداً  يُفقِدُ الشعرَ قيمته ، فالشعر الجميل  جميلٌ أكان  قديماً أو حديثاً ، واذا كان القصد من السؤال حول الشعر العامودي  والشعر النثري  والحرّ  فأنا  أميل إلى النثر  لسهولة  إيصال  الرسالة  من خلاله  وبالتالي  يُسهّل  عملية المخاطبة  الوجدانية  بين الشاعر والقارئ   وللناس فيما يعشقون مذاهبُ ؟ 

هل يصل الشاعر إلى ما يريد  ؟ هل وصل شاعرنا حسن رمضان إلى ما يريد ؟
ولِمَ لا ؟ الشاعر إنسان  وصاحب هدف  وعليه ان يسعى إليه  ومن سار على الدرب وصل  وبالتالي  فأنا  شاعر الأمل  بمعنى أنني  متفائل دائماً بالوصول إلى ما أبتغي  . لكن  الطموحَ  يتجدد دائماً  ولا نهايةَ  للأهداف  وفي ذلك  برأيي سرُّ الحياة  كي تستمرَّ  فطالما  هناك هدف  طالما  نتمسك  بالحياة بغاية الوصول إليه  واذا وصلنا إليه  يولدُ تلقائياً  هدف آخرٌ  وهكذا .

 

هل لنا أن نتعرف إلى مجموعة من قصائدكم ؟
لديّ مئات القصائد  فأنا  أكتب كلّ يوم قصيدة  تقريباً  وقد كتبتُ في السياسة  والوطن والمقاومة والمرأة  والأمة  والقضية اللفلسطينية  . وهاكم  بعض المقتطفات :

في السياسة :  قصيدة بعنوان : خلعت رداء الولاء للزعماء  أقول فيها  :

خلعتُ رداءَ الولاءْ للزّعماءْ

********************

لمّا رأيتُ البلدَ الموحّدَ قد تقسّمْ

خلعتُ رداءَ الولاءِ للزّعماءِ في بلدي المُعظّمْ

***

لمّا رأيتُ المآذنَ مكسورة القاماتْ

لمّا رأيتُ الكنائسَ مسودّة الرّاياتْ

لمّا رأيتُ"الصّلاةَ" خلفَ الغانياتْ

لمّا رأيتُ رغيفَ الخُبزِ قد صارحُلماً

وسمعتُ الآخ و الصُّراخْ والجوعُ تكلّمْ

خلعتُ رداءَ الولاء للزُّعماءِ في بلدي المُعظّمْ

***

أحزنني الغيمُ المُعتكفُ مُعترضاً على الجفافْ

أحزنني الشعبُ الخائبُ من زرعِهِ يومَ القِطافْ

أحزنني الرّجالُ الحاملينَ للأحلام في نعشٍ على الأكتافْ

لمّا رأيتُ الموتَ الرّخيصَ في بلدِ الحياةِ قد تعمّمْ

خلعتُ رداءَ الولاءِ للزعماءِ في بلدي المُعظّمْ

***

لأنّي مللتُ الهروبَ من الحدائقِ الثكلى

ومن بكاءِ الزهورْ

لأنّي مللتُ الغروبَ كلَّ يومٍ وأنا أزورُ القبورْ

لأنّي مللتُ رائحةَ الحروفِ والحِبرِ المأجورْ

لأنّي مللتُ من ساسةٍ يزنونَ بالوطنِ على مرأى من الناسِ

 وحول الوطن  العربيّ   كتبت :

الوطنُ الواحدُ آتٍ

 أنا والوطنْ

وأطفالٌ صغارٌ يكبرونْ

نعبُرُ الزَّمَنَ إلى حقيقتنا

رديءٌ هذا الزَّمَنْ ؟

أسلاكٌ تفصلُ بيننا

وحدودٌ تقطعُ أرحامَنا

وكبارٌ ليسوا كباراً

أقلمونا

طيَّفونا

مذهبونا

والتزموا بالنَّصِّ المكتوبْ ؟

دويلاتٌ  مشرذمة

بكى الترابُ

فقد الوطنُ وعيَهُ

تمرّدَ القمرُ على الخرائطِ المُستحدثة

إستمرَّ مُشرقاً على الوطنِ العربيّ كلَّهُ

والشمسُ مثل القمرْ

صباحُ الوطنِ واحدٌ

يهزأ الهواءُ بالنَّصِّ

يسخرُ الماءُ بهِ

لا حدودْ

وطن واحدٌ رغم أنفِ الكبار القرودْ ؟

 

وحول الربيع العربي  المزعوم كتبت :

ربيعُ التكفيرْ

**********

 

قتلتُمُ الحُسينَ في كربلاءْ

وسبَيْتُمُ في كربلاءَ نساءْ

وما انتصرتُمْ

لا بل هُزمتمْ

وانْهارَ حُكمُكُمُ المُلوَّثُ بالدِّماءْ ؟

الآنَ عُدتمْ

لا لأجل عدالةٍ ؟

عُدتمْ لأخذِ الثأرِ من شامِ الوفاءْ ؟

هي " لاؤها " قد أغضبَتْ أسيادَكمْ

عُدتمْ لكَسْرِ الـ " لا " في بلدِ الإباءْ

هم درّبوكمْ

وعلّموكم

وموّلوكم

وسلّحوكم

وأوهموكم بما في الحُلمِ جاءْ ؟

هم خطَّطوا للفِتنةِ بدمائكمْ

كنتمْ وما زلتمْ فأنتمْ أغبياءْ ؟

هانَ عليهم يغسلونَ عقولَكمْ

حقنوكُمُ بالسُّمِّ حتى الإنتشاءْ

قطعانُ ماعزَ أنتُمُ يا أنتُمُ

لستمْ رجالاً إنَّما مثلَ الإماءْ ؟

وإذا ذُكِرْتمْ ؟

لا لأجل مديحكمْ

أنتمْ ذُكِرتمْ كونَكم مثلَ الوباءْ ؟

فأسأتُمُ للدِّينِ عبْرَ نِفاقكمْ

لوَّثتُمُ الأخلاقَ في خُلُقٍ أساءْ

كفَّرتُمُ الناسَ بما قد آمنوا

أصدرتُمُ الفتوى بذبحِ الأبرياءْ

مَنْ أنتُمُ يا أنتُمُ لتُكفِّروا

للمراة  كتبت الكثير الكثير  وهذه  إحداها :

ليلُكِ الأحمرْ

**********

ليلُكِ الأحمرُ يُعجبني

وعزفُكِ أكثرَ يُطربني

فجنونُ الليلِ أغنيةٌ

لا أُخفي عنكِ يُشبهني

من بعد ليلكِ سيدتي

ما عاد الليلُ يُقلقني

كابوسُ الحُلُمِ غادرَني

والليلُ الأسوَدُ غادرني

غادرَني خوفٌ يسكنني

غادرَني نومٌ قسرِيٌّ

فالقمرُ البدْرُ أيقظني

يا قمَري أنتِ أُمنيتي

يا قمَري أنتِ أُغنيتي

أنتِ مِرسالٌ جدَّدني ؟

فاللهُ الأكبرُ أرسلكِ ؟

واللهُ الأكبرُ كرَّمني ؟

كرَّمني فيكِ سيدتي

شكراً للهِ أنقذَني ؟

كنتُ للموتِ مُنتظراً

أنتظرُ نعْشاً يحملُني

أعتذرُ الانَ من أمَلي

كدْتُ أنساهُ في عجَلي

فأنا للأملِ شاعرُهُ

وأنا للأملِ حاضرُهُ

وأنا للأملِ طائرُهُ

لن يغضبَ منّي يعذرُني ؟

يا قمري أنتِ مولاتي

لبَّيكِ قالتْ ساعاتي

لبَّيكِ قالتْ كلماتي

لبَّيكِ قالتْ همَساتي

لبّيكِ عُمري وحياتي

لبَّيكِ قلبٌ يُنعِشني

لبَّيكِ عقلٌ يحرُسُني

لا تأتِ العزْفَ في خجلٍ ؟

فكَمانُ الليلُ يسحرُني

وجنونُ الليلِ أُغنية

لا أُخفي عنكِ يُشبهني ؟

حاوره كاظم عكر