يحتشد الاخوان المسلمون في الشوارع المصرية زوداً عن الشرعيتين القانونية والدستورية بعد أن أعاد الجيش المصري الثورة الى شعاراتها الأولى بحثاً عن الحرية والديمقراطية والمشاركة الفعلية في السلطة تحسيناً لشروط العيش والحياة السياسية والاجتماعية . وحاولوا التعنيف والتورط في مساجلة حادة مع الجيش من خلال التعدي عليه اضافة الى الاحتكاك بالضفة المصرية المقابلة من أهل الميدان والثورة بعد أن خرجوا ككتلة اخوانية منددة بالانقلاب العسكري وداعية الى اعادة مرسي الى الرئاسة التي فقدها بطريق غير شرعي .
لقد اندفع الاخوان للدفاع عن حقهم في السلطة في حشد حضره المرشد وشورته وابتهلوا الى الله جميعاً لنصرة الجماعة المؤمنة ضدَ الجماعة المتعلمنة والكافرة والساعية الى زندقة مصر وافشاء الفاحشة بين أبنائها وسجدوا جميعاً وركعوا وطلبوا من الله أن يرزقهم النصر على المصريين من أتباع الباطل ووعدوا بعدم مغادرة الميادين والشوارع حتى يُفرَج عن الرئيس المخلوع عنوة وتعاد الرئاسة الى أهلها الشرعيين الاخوانيين حتى ينفك جمع الجماعة وتهدأ الأمور والنفوس وتوفر على البلاد والعباد أزمات مفتوحة على الموت .
من الواضح أن الاخوان قادرون على المواجهة وبطرق متعددة وبوسائل مختلفة الاَ أنهم لن يستطيعوا استدعاء ما فاتهم من فرصة ثمينة أضاعوها بسياسة ملتوية ومتجاوزة لحقوق المصريين في المساهمة والمشاركة في السطة وتشكيلاتها . أو أن يستردوا السلطة التي خسروها جرَاء سياساتهم السلبية والمسكورة بخمرة الانتصار والدهشة من ربح سريع .
اذا ما قرر الاخوان استخدام العنف ضدَ المصريين فسيخسرون المعركة لأن الدخول في حرب مع الشعب والجيش له نتائج مؤثرة على تيار الاخوان المسلمين أين ماوجدوا وسيتحولون من طرف له ما للأخرين وعليه ما عليهم في الحقوق والواجبات وفي المشاركة في الحصص السياسية أو الى جماعات ملاحقة أمام القانون وبالتالي سيتم تخسير الاخوان ما ربحوه من فرص جديدة لاعادة مكونات المجتمع المصري من بوابة التعامل الجماعي في السلطة وخارجها . 
من هنا ثمَة مرحلة حرجة أمام الاخوان فاما أن يخففوا من حمأة الخلاف الداخلي بتذليل العقبات من أمامهم والعمل داخل المشروعية الجديدة لتفريغ الأزمة من فتائل الاشتعالات التي ستحرقهم أولاً وستلوث تاريخهم الجهادي في الدعوة الى النور والنصر المبين وأماأن يتجاوبوا مع غرائزهم وعدواتهم لصنع ما يهدم دورهم المطلوب في مرحلة سياسية تتسع للجميع ولا تستقصي أحداً من أهل الربيع العربي .