أَنّا..
يقولُ لها.. وتقتربُ التي كانت تُرينا من مفاتنها الثريَّةِ..
ما يُذكِّرُنا .. بأَنّأ
كانتْ المقهى القريبةُ من إقامتنا.. ببطرسبرغْ
تتركُ مقعدين..
لها.. ولامرأةٍ ستأتي ذاتَ يومٍ
مَنْ سيجرؤُ أنْ يُذكِّرها بماضيها..
ويسأَلُها..
لماذا أَسْلَمتكِ ظنونُكِ السودُ المُريبةُ.. حيثُ كُنْتِ..
إلى العواصفِ..
رافقتكِ إلى النقيضين .. السعادةِ والشقاءْ
كانَ المساءْ
مُخاتلاً..
والقادماتُ من الضواحي أو من المدنِ البعيدةِ..
بانتظار الليلِ..
يَغْمُزْنَ التي باعت صفاءَ الروحِ بالوهم الجموحِ
. . . . . .
. . . . . .
البومُ يزقو في حقولكِ.. بعدَ أَن رحلَتْ
وأنتِ..
تحاولينَ الجمعَ بين سريرِ عشقكِ والقنوطْ
هذا السقوطْ
أَملى على اللغّةِ اختياراتٍ تفارقُ ماتودُّ الروحُ
ما أَبقى على الوجه الصبوحْ..
من فتنةِ بيضاء.. كُنّا نَستَدِلُّ بها..
إليكِ..
وما تسلَّلَ من نفاقْ
إلى فراشكِ.. أَغْلَقَ الأعماقَ..
كان فضاؤها .. وطناً جميلاً
إنَّ أقداراً يَمُدُّ لها الغموضُ.. يَداً
تُفَرِّقُ بينَ ما خَبَّأتِ من قلَقٍ..
وما عانيتِ من حُرَقٍ..
تُقَرِّبُ بينَ جمركِ والجليدْ
. . . . . .
. . . . . .
أَنّا..
أَكادُ أشكُّ إنّي قدْ عرفتكَ..
والتقينا في بلادٍ ما رآها غيرُنا..
نحنُ الذينً نُقيمُها أنىّ نَشاءْ
وكُنتِ مُشرِقَةً.. تحفُّ بعطركِ الأقمارُ
يهفو الساهرونَ إليكِ
فِتنَتُك المُحَنًّكَةُ .. التي تهبُ البهاء ضراوةً..
روحٌ مشاكسَةٌ..
تُبادٍلُ عتمةَ النزقِ المُراوِغِ بالحبورْ
أَنّا..
سمعتكِ تسأَلينْ
مَنْ أَنتِ ؟!
أَسأَلُ صاحبي في ليل بطرسبرغ..
في المقهى القريبةِ من إقامتنا
وقدْ تَبِعتْكِ .. عاصفةٌ من الرغباتِ..
مَنْ هي َ؟
لاأَكادُ أرى سوى فِتَنٍ.. تُطِلُّ كما الغيوم السود.. 
مِنْ جَسَدٍ يغصُّ بما تبقى من وقارْ
. . . . . .
. . . . . .
وبغُربتينْ..
في الروح والجسد المنافقِ..
لايُحيطُ بمائها المُرِّ المُرائي..غيرُ ما يهَبُ الخرابْ
تتوالدُ الظلماتُ في اللغة المُريبةِ..
كلُّ مَنْ فُتِنوا بها.. ندموا
ومن حاموا على لآلاء فضتها.. تَلَبَّسهم سُعارٌ
واستباحوا ليلَ فتنتِها.. كما تغدو الذئابُ
وبغربةٍ أخرى.. تُفارقها حرائقها..
ويجفوها الصحابُ
. . . . . .
. . . . . .
المستحيلُ..
أن يسجُنَ الشهوات في ما تفتري..
جَسَدٌ جميلُ
أو يغلق الأبوابَ دون عواصفٍ .. وجعٌ نبيلُ
الحبُّ..
أن يقفَ الزمانُ..
وليس بعض الوقت .. يقصرُ أو يطولُ
الحبُّ..
أن تتجدّد الغاباتُ والفلواتُ والأنهارُ والأمطارُ..
والأفكارُ والأشعارُ.. والضحكُ الخجولُ
الحبُّ..
أنْ تدنو البحارُ من المُحبِّ .. إذا دنا منها..
تُرافقهُ إلى أحلامهِ.. وتنامُ حيثُ ينامُ..
. . . . . .
. . . . . .
أَنّا..
ذاكَ مقعدُكِ
انتظرنا شمسكِ البيضاءَ.. في المقهى القريبة من إقامتنا ببطرسبرغْ
قُلنا.. فليكن ماكانَ وهماً..
وليكن حلماً جحيماً
ولتكوني .. في مفاتنك الثريّةِ..
ما يُذَكِّرنا.. بأَنّأ
(شاعر عراقي)