تحتل مدينة صيدا صدارة الاحداث على الصعيد المحلي وقد شهدت المدينة حربا طاحنة للقضاء على حالة الشيخ احمد الاسير وصدرت الكثير من المواقف المتعلقة على هذه الاحداث والنهايات التي شهدتها هذه الحرب .
موقع لبنان الجديد التقى  رئيس اللقاء العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري للاطلاع على موقف اللقاء من الاحداث الجارية فأشار سماحته الى ان ظاهرة الاسير هي احدى تجليات الاحتقان الذي تعيشه البلاد والمنطقة عموما ورفض سماحته اللجوء إلى العنف والقتل في التعبير عن الراي وتحقيق الغايات مهما كانت محقة ومشروعة وان التعبير عن الرأي ينبغي أن يكون وفقا لاحكام الدستور والقانون والموازين الشرعية وأكد الشيخ الجوهري على ضرورة الالتزام بنبذ العنف والعمل المسلح لتحقيق الغايات .
ودعى سماحته إلى معالجة الاسباب التي أنتجت حالة أحمد الاسير واعتبر ان هذه الاسباب لا تزال موجودة .
وحول مشاركة حزب الله في احداث صيدا قال سماحة الشيخ الجوهري ان هذا الامر متروكا للتحقيق إلا أن للحزب ذكاءه ودهاءه في جر خصومه إلى الفخ والاصطدام بالشرعية والمؤسسة العسكرية خصوصا الخصوم المتهورين منهم .
وحول ما يحكي عن دور لتيار المستقبل في صناعة حالة الاسير والحالات المشابهة قال الشيخ الجوهري ان المستقبل حزب سياسي وهو يمثل الاعتدال والمدنية في مقابل الاصولية والتطرف واعتبر الشيخ الجوهري ان المستقبل هو مبتلى بمثل هذه الحالات وهذه الظواهر ويعاني منها .
ودعى الشيخ الجوهري الجيش اللبناني ان يبقى على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية ودعى ان تضرب الدولة بيد من حديد كل المخلين بالامن الى اي فريق انتموا وتقدم الشيخ الجوهري من عائلات الضحايا من العسكريين والمدنيين بأسمى أيات العزاء

وفيما يلي نص الحوار   :

كيف ينظر رئيس اللقاء العلمائي اللبناني إلى الأحداث التي جرت في مدينة صيدا ؟
لم تكن الاحداث وليدة اللحظة وإنما هي فعل تراكم لاحتقان تعيشه الساحة اللبنانية وتتمظهر صوره بتجليات شتى وما ظاهرة الاسير إلا إحدى تجليات هذا الإحتقان الذي يعيشه البلد خصوصا والمنطقة عموما .
أما عن الموقف من احداث العنف والقتل التي عبرت من خلالها هذه الظاهرة فإنه مدان بكل المعايير الاخلاقية والدينية والوطنية ولسنا هنا نتحدث كما يتحدث البعض عندما تقع البقرة وإنما نوصف موقفا ثابتا لدينا بأن من حق اي فرد  او مجموعة او جهة التعبير عن رأيها وموقفها من كل القضايا المطروحة على الساحة بحدود القانون والموازين الشرعية والاخلاقية . أما أن تجنح اي مجموعة نحو العنف وسيلة لتحقيق أهدافها فهذا أمر مرفوض وليس من قيمنا وشيمنا سواء كان هذا العنف بحق القوى الامنية والمؤسسة العسكرية ام بحق اي مجموعة مدنية او سياسية او حزبية وهنا لا بد من التأكيد على الثوابت الاساسية في العمل السياسي في لبنان وكل المنطقة وعلى ضرورة الالتزام التام بنبذ العنف والعمل المسلح لتحقيق الغايات ولو كانت نبيلة  .

كيف يرى رئيس اللقاء العلمائي اللبناني صيدا ولبنان بعد أحمد الاسير  ؟
لن تتغيرر الساحة ولن تتنفس الصعداء بغياب هذه الظاهرة برأيي لأن الاسباب التي انتجت الاسير ما زالت قائمة واذا لم نبادر إلى معالجة الاسباب يبقى الاحتقان سيد الموقف ولا ندري كيف ستكون تجلياته .

تحدث البعض عن دور لحزب الله في معارك صيدا كيف يرى رئيس اللقاء العلمائي اللبناني هذا التدخل .؟
حزب الله هو العنوان الابرز في كل خطابات الاسير وموضوع مهاجمته الدائمة والتعبئة المستدامة في خطاباته جعلت منه هدفا للنيل منه في وقت تضج الساحة السنية بحالة من الحنق والحقد على هذا الحزب لمواقفه من احداث 2005 مرورا باحداث 7 ايار 2007 وصولا الى احداث 5 حزيران 2013 فالحزب ما زال قبل الاسيرر وبعده في دائرة الاتهام السياسي والامني لدى اكثرية القوى السياسية السنية. وأما عن تورط الحزب في الاعمال العسكرية التي حصلت فهذا أمر متروك للتحقيق وأنا اعتقد ان الحزب وإن كان طرفا في النزاع إلا أن ذكاءه ودهاءه المعروف لدي من خلال خبرتي في أحداث مشابهة حصلت وكنت جزءا منها أعني احداث عين بورضاري 1998 فإني على يقين بأن الحزب يستطيع أن يجر خصومه خصوصا المتهورين منهم الى الفخ المريع وهو الاصطدام بالشرعية وبالدولة وبالمؤسسة العسكرية .

يحكى عن دور لتيار المستقبل في صناعة أحمد الاسير وحالات مشابهة فهل يستبدل الأسير بطليق آخر  ؟
المستقبل حزب سياسي له كتلة وازنة في المجلس النيابي اللبناني وله امتدادات عربية وإسلامية وهو يمثل الاعتدال والمدنية في الساحة السنية مقابل الاصولية والتطرف , وإنني اعتقد جازما أنه لا يستطيع استعمال التطرف والاصولية لا تقصيرا ولا قصورا فهو غير قادر على استعمالهم ومن ثم تدجينهم وهو الذي يعرف انه المبتلى بهم في كل الاوقات وقد سمعت منذ اللحظة الاسيرية الاولى انهم يتذمرون ولا تريحهم تلك الظواهر وإ ن كانوا غير قادرين على الوقوف بوجهها لأكثر من سبب أهمه اولوية المحافظة على حضورهم في الساحة السنية وعدم قدرتهم على مواجهة الطلبات المتطرفة بمواقف أكثر حدة مما هم فيه لذلك اعتقد ان التهم الموجهة اليهم غير منطقية وتضررهم من هذه الظاهرة كانت تساوي تضرر الاطراف الاخرى منها  .
وفي النهاية لا بد من التأكيد على ضرورة دعم الدولة في بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية بشكل متواز ومتساو وليبقى الجيش على مسافة واحدة من كل القوى السياسية .
وانتهز الفرصة لاتقدم من قيادة الجيش وذوي الشهداء العسكريين والمدنيين بأسمى آيات العزاء سائلا المولى عز وجل أن يحفظ بلدنا من كل مكروه وأن يتعظ كل طرف ولو كان محقا بأن الادوات التي يستعملها لا بد ان تكون شرعية وقانونية ونظامنا السياسي  الذي نسعى لتطويره من الداخل يكفل الحد المطلوب للتعبير عن الرأي والعمل على التغيير بالوسائل السلمية والنظيفة والقانونية  .

حاوره كاظم عكر