خسر المراهنون على اجتماع الدول الثمانية رهانهم ولم يصدر بيان ختامي محدد لأزمة سورية تتضاعف يوميَاتها بشكل مدمَر للدولة بمكوَناتها التاريخية وجاءت تصاريح الرئيس الروسي مداولة لنفسها دون احداث تغيير بسيط في قواعد اللعبة لانجاح مسعاه في جنيف\2وكذلك كان حال الآخرين من المختلفين مع الروس اذ أكَدوا مواقفهم السابقة من الحلَ في سورية .
خرج الجميع خالي الوفاض سورياً وبات الميدان السوري وحده القادر على توفير ظروف ملائمة لتسوية مازالت أطراف الحرب تستتبعدها لأن كلَ من النظام والمعارضة لا يريدان حلاً أو تفاوضاً جنيفياً كان أو آخر شبيه له في الالتباس أو الوضوح لأن النظام مركَب بآلية فردية أسديةمحتكرة للسلطة وغير قادرة على التجاوب مع دعوات المشاركة في حكومة كاملة الصلاحية أو متقاسمة للصلاحيَات والمعارضة يتملكها خوف الأسد وهو ميَت فكيف وهوحيَ يمارس لعبته القديمة .
صرَح الأخضر الابراهيمي بعيد قمَة الدول الثمانية أن السوريين في المعارضة والسلطة لا يريدان حلاً. وبالتالي فلماذا يسعى الشرق والغرب الى توفير مقدَمات حل لاتحتاجها الأطراف المتقاتلة وتلك الدول الواقفة الى جانب المتحاربين تحصيلاً لمكاسب كاملة وغير مجتزأة ؟.
بعد القمَة مساحة عمل شامل وتأثيرات جديدة في داخل سورية وخارجها وشباك طويل بين محورين بحيث لم تعد دمشق وحدها تسمع دويَ الحرب الضروس بل ثمَة عواصم أخرى ستسمع أصوات مشابهة وجرس رصاص صيدا قُرع أمس ويمكن أن يصبح سمفونية يومية لعازفين لبنانين وعرب وأجانب خاصة وأن من بيده عقدة الحل قدَ أجلَ الحلَ الى قمَة أخرى ولانعلم في أيَ عام من الأعوام قدَ تعقدَ رحم الله السوريين الذين يولدون في الحرب أكثر مماهم عليه في السلم فكلما ماتت جماعة من هنا أو من هناك ولدت جماعات أخرى وبأيديها مشارط للثأر من قتلة أرحامهم .
سوريا تأسست على السيف لذا لا يمكن مغادرة حدَيه والدم يُبعد عنه صدأ الاصلاح أو التغيير من مشى في دمشق وباقي المحافظات سواء كان أمَة أو جماعة أو طائفة أو فرداً ما عاد سالماً غانماً لأن طرق السلطة والمعارضة مؤدية الى الآخرة .