يحاول فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يمسك زمام الامور السياسية والأمنية في ظل الشلل الحكومي وازمة المجلس النيابي فقد سعى خلال الأيام القليلة الماضية إلى مواكبة الاحداث الامنية والسياسية بكل تفاصلها وفي موقف متقدم من الخروقات السورية للسيادة اللبنانية اعتبر الرئيس سليمانأن القصف المتكررعلى بلدة عرسال من قبل المروحيات العسكرية السورية يشكل خرقا لسيادة لبنان وحرمة اراضيه، ويعرض أمن المواطنين وسلامتهم للخطر ويتعارض كذلك مع المعاهدات التي ترعى العلاقات بين البلدين ومع المواثيق الدولية، في وقت تسعى الدولة اللبنانية للمحافظة على استقرار لبنان وسلمه الاهلي.
ودعا سليمان الى "عدم تكرار مثل هذه الخروقات"، مؤكداً انه "من حق لبنان في اتخاذ التدابير الكفيلة بالدفاع عن سيادته وحماية ابنائه وامنهم وسلامتهم، بما في ذلك تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحد .
وكان سليمان عبر في أكثر من موقف عن معارضته لسياسة حزب الله ومواقفه وتدخله في الأزمة السورية وكان دعى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لسحب مقاتلي الحزب من سوريا وتجنيب لبنان الفتنة الامنية والسياسية التي تحصل جراء ذلك , وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أدان مقتل المواطن الشيعي هاشم سلمان الذي قضى على يد عناصر مؤيدة لحزب الله خلال اعتصام أمام السفارة الإيرانية يندد بتدخل إيران وحزب الله بالحرب في سوريا وطالب بعد استقبالة السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي السفارة الإيرانية والاجهزة المعنية بجلاء ملابسات الحادث , وكان سليمان قد استقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد لإبلاغ حزب الله رفض رئاسة الجمهورية لمواقف الحزب الاخيرة ومشاركته في الحرب السورية ودوره في تعزيز فرص الفتنة في البلاد .
وعلم أيضا أن رئيس الجمهورية سيقوم بمجموعة اتصالات لإحتواء ازمة اللبنانيين في دول الخليج حيث سيجري الرئيس مشاورات مع الدول المعنية لتجنيب اللبنانيين مخاطر التوقيف والإبعاد بسبب المواقف التي أعلنتها هذه الدول من حزب الله .
إن مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفي ظل الشلل الذي يصيب كافة مؤسسات الدولة وفي ظل مماطلة القوى السياسية في تأليف الحكومة تأتي في سياق الدور الريادي والقيادي الذي يجب أن يقوم به رئيس الجمهورية وهو باستقباله حزب الله الذي تلطخت سمعته بالقتل المتعمد للإعتراض الشيعي عبر قتل المغدور هاشم السلمان الذي كان يعبر عن رأي شريحة كبيرة من الرأي الشيعي الآخر في لبنان والذي تلطخت سمعته أيضا بالتجاوزات السياسية والعسكرية في الموقف من الازمة السورية فإن استقبال الرئيس سليمان لحزب الله  ينبغي أن يفسح المجال لاستقبال بقية الجهات السياسية والدينية والسلفية وذلك لإفساح المجال أكثر لجميع القوى للتعبير عن رأيها ومشاركتها في الحياة السياسية اللبنانية على أمل أن تفسح مواقف الرئيس سليمان وخطواته في إطلاق حوار جدي بين اللبنانيين يديره الرئيس حوار قد يساهم في وضع حد للمشاكل السياسية والامنية التي تعيشها البلاد .