أفلح مجلس صيانة الدستور في فلترة وتنقية وتصفية لائحة المرشحين للانتخابات الرئاسية الايرانية بقبول طلبات 8مرشحين من أصل 600مرشح ينتسبون الى سقف سياسي واحد ويستندون الى مصدر واحد لتحقيق الفوز الشخصي في انتخابات فقدت عنصر الاثارة فيها بعد أن تمَ اخراج أوَل المحافظين وآخر الاصلاحيين الشيخ هاشمي رفسنجاني من منافسة تعطي الأجواء الانتخابية حرارة خاصة .
ربما مالأ الدستوريون الظروف الخاصة التي تمرَ بها ايران والتي تشبه الى حدَ قريب ظروف الحرب المفروضة على ايران لحظة الهيجان الثوري واندفاع المتضررين من شعارات الثورة الى مواجهتها وهي في المهد من قبل عراق صدَام حسين لاغتيال مشروع هدم هياكل سلطوية متسلحة بشعارات مخالفة لمنطق الثورة الخمينية .
اذاً ثمَة محاصرة جديدة لمشروع مصطدم مع المحيط العربي ومقلق للبيئة الاقليمية ومحط تأسيس لتوظيفات دولية صدَعات من الهوية العربية وجعلت سماتها الاسلامية مشتعلة في أكثر من وجه طائفي ومذهبي وداخل أطر وأقاليم متعددة أسهمت في تحشيد المسلمين والعرب داخل ساحة احتراب تستحضر الانقسامات التاريخية لتغذية النزعات العنفية .
من هنا حصر مجلس صيانة الدستور أسماء المرشحين بمجموعة متشابهة ومتكاملة ومستحضرة لرضا المرشد ولجهات قيادية أخرى مخافة الوقوع في انقسام انتخابي يمزَق من شخصية الرئاسة كما حصل في الدورة الماضية حيث فاز نجاد بطريقة ملتبسة ومشكوكة النزاهة من قبل تيار الاصلاحيين .
ايران معاقبة دولياَ وتداعيات العقاب كثيرة على الدولة بكاملها وهي تواجه في سورية حرباً ضروساً لسلبها ما تبقى لها من نفوذ عربي بعدعن أخذ منها الربيع العربي ورقة حماس ومن ورائها التأثير المباشر على الاسرائيلي وتولَد لها نقيض يشبهها في كثير من الأشكال السياسية والعناوين العقائدية اسمه تيَار الاخوان المسلمين والمصحوب بموجة سلفيةهادرة سُنياً باتجاه دعوات تشيعية تجاوزت حدود الدول وأثارت حفائظ فقهاء مذاهب أهل السنة 
لذا اختصر مجلس صيانة الدستور الطريق الى الرئاسة بمرشحين من جنس السلطة ووفر على الايرانيين فرص التقاتل مجدداً على سلطة لايملكها الرئيس وبات الفوز فوزاً لشخص لا لجهة من جهات الاصلاح في ايران وعليه فان أياً من فاز في التصويت المصوب هو مدير مرحلة سياسية هامَة وما بدايات الاستطلاعات الا مؤشر على المرصود الرئاسي لعيَنة متصلة ببعضها البعض وخاصة الثلاثي( قاليباف \جليلي\روحاني) ولكن قدَ تكون كلمة السرَ في مكان آخر من نفس المكان الذي جاء منه أحمدي نجاد أيَ من المجهول الى المعلوم .
قدَ تكون الأسماء المتواضعة أكثر تلبية لظروف تستدعي عودة نجاد من بين أسماء مغمورة طالما أن سقف الرئاسة مع نجاد أصبح قصيراً ولا يحتاج الى قامة خاتمي الفكرية أو الى دهقنة رفسنجاني السياسية .