من بديهيات القول ان القيمة الحقيقية لاي انتصار خاصة اذا ما اصّر المنتصرون على اعتباره ذو طابع وطني , ولو قهرا ,هو بمقدار تسييله انجازات سياسية من المفروض ان تصبّ اولا واخيرا في مصلحة الوطن والمجتمع...
وهذا بكل اسف ما نفتقده عند "انتصارات " حزب الله , الذي كلما حقق واحدا منها " وان اهداها خطابيا الى كل اللبنانيين " فلا يكون انعكاسه العملي الا مزيدا من التشرذم السياسي على مستوى بنية الدولة اللبنانية ومزيدا من عدم الاستقرار وترسيخا لحالة الضياع على مجتمعه الضيق وعلى الاجتماع اللبناني عامة , وهذا ما بدأت بشائره تظهر بعد "نصره" الاخير من خلال تصريحات نائب رئيس المكتب التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق الذي بشر اللبنانيين بما يشبه استحالة تشكيل حكومة جديدة , وفي المقابل يقف وزير الخارجية الروسي لافروف ليبلّغ الرسالة الايرانية الواضحة وبدون الحاجة لمعرفة حتى اعداد " شهداء " الحزب فيقول بالفم الملآن ان لا وجود لجينيف 2 من دون الحضور الايراني , فتحصد طهران مرة جديدة قطاف شباب من عمر الورود لتزيد من حضورها السياسي الاقليمي والدولي لتصرفه بعد ذلك استقرار في مجتمعها هي على حساب جثامين القتلى في القصير كما في لبنان ,, من هنا فان اصغر عارف بخبايا الامور يدرك تماما انه وان كانت الدبكة بالضاحية , الا ان العرس الحقيقي هو في طهران.