اطلق الشاعر عبدالله ابي عبدالله "حديقة الشعراء" في بلدته جران البترونية في حضور مستشار وزارة الثقافة البروفسور القاضي رزق الله فريفر ممثلا الوزير غابي ليون وعدد من شعراء لبنان، خلال غداء أقيم في الحديقة إحتفاء بالمناسبة جرى في خلاله قراءة من قصائد الشعراء وتبادل مؤلفاتهم، والقيت كلمات ركزت على "ثقافة الكلمة باطلاق الحديقة والعمل على تحقيق حلم راود الشاعر أبي عبدالله وأصدقاء له بأن يكون لهم بيتا للثقافة".   بداية النشيد الوطني، وكلمة تقديم من الزميل غسان عازار استهلها بالوقوف دقيقة صمت لراحة نفس الصحافي جوزف عبود والشاعر الأديب الدكتور عصام حداد، واقتطف من كتابه "جمار الخطايا" في تعريف للكلمة يقول فيها:   "الكلمة هويتها الانسان، مدارها ومداها الحرية، ومناخها الابداع والعافيه والعراقة والتجدد والانماء، رسالتها العطاء والفداء". وقال :"يشرفنا اليوم بأن نلتقي بالشعراء واصدقائهم في حديقتهم حديقة الشعراء بحضور ممثل وزير الثقافة القاضي رزق الله فريفر تلبية لدعوة كريمة من الشاعر والأديب والمؤرخ عبدالله ابي عبدالله الذي أحب أن يجعل حديقته بتصرف زملائه الشعراء والأدباء تحقيقا لحلم طالما راودنا، ليكون لنا مكان لقاء وتواصل وتعارف وتبادل الانتاج والتمتع بالجديد من القصائد في زمن ثقلت علينا فيه وطأة الأحداث والمتاعب والآفاق المسدودة"، متمنيا على صاحب الدعوة ب"اطلاقه حديقة الشعراء، ومفتوحة للجميع في أي وقت كان، وأن يملأ فراغ حياته بعد بلوغه السن القانونية بلقاءات مهمة مع زملاء المهنة وحملة الأقلام".   وثمن أهمية "عمل وزارة الثقافة"، مشيدا ب"وزيرها المهندس غابي ليون وعلى حضوره اطلاق حديقة الشعراء وبمن يمثله مستشار الوزارة البروفسور القاضي رزق الله فريفر وأشاد بمناقبيته وحبه للعلم وللثقافة".   أبي عبدالله   وألقى الشاعر عبدالله ابي عبدالله قصيدة حيا فيها القاضي فريفر "الذي نجتمع بحضوره وباشرافه ممثلا الوزير ليون الذي يعمل جاهدا لتشجيع الثقافة"، كما حيا الحضور من شعراء ورجال فكر.    وخصص في كلمته شعراء من البلدة مستذكرا "الياس نورا الذي لمعت قصائده في القاهرة في زمن زغلول مصر ايام ثورة التحرير كما ذكر الشعراء شاهين سعد، وسعد سعد، وانطوان عبدالله، ويوسف رزق، وادمون رزق، متوقفا في قصيدته امام خيرالله خيرالله الذي حكم عليه جمال باشا بالشنق"، ودعا الى "نفض الغبار عن الشعراء والادباء المنسيين والالتفات اليهم إرث الذاكرة اللبنانية العطية"، مثمنا "دور وزارة الثقافة بأنها تاج لهؤلاء الادباء".    وألقى البروفسور القاضي رزق الله فريفر باسم وزير الثقافة كلمة استهلها بشكره لصاحب الدعوة ونقل تحيات الوزير ليون وتشجيعه للمبادرات ثقافية.    أضاف :"ان ثقافتنا هي من ثقافة شعرائنا وعلم تاريخنا من آياتهم، وارتباطنا بأرضنا من ثباتهم وشجاعتهم وكلها املاءات من وحي شاعري، أخذت بنا الى جذور معاقلنا الطبيعية وأبرزها معقل حديقة الشعراء في بلدة جران البترونية إذ أضحت منذ الآن لؤلؤة الشعراء وجوهرة الكلام. وها هي جالسة حينا وشامخة أحيانا تتأهب لتطلق رحلة الألف ميل الوجدانية على مسرح العنفوان الفكري والفلسفي والشعري لنملي على الأجيال الصاعدة ما كان لبنان عليه في الالفيات الماضية وما سيبقى عليه في الالفيات اللاحقة".   وقال :"أما في المقلب الآخير، فنعلم جميعا أنكم اصحاب موقف ورؤيا تنتصرون لحرية غير منقوصة وتناضلون بما اوتيتم من قوة روحية وفكرية لاحقاق حق واستشعار مسؤولية وطن بعزم وثبات ولو كلفكم ذلك بين الحين والاخر إحباطا تستعيدونه عندما تتلاقون مجددا في هذه الحديقة، حديقة الشعراء منبع القوة والتماسك والابداع".   وخلص الى القول :"إن وزارة الثقافة، واقفة الى جانبكم بكل ما يتعلق بحماية حقوقكم، وكم ناضل وزير الثقافة المهندس كابي ليون بإتخاذه قرارات جريئة فيما خص مثلا مسرح بيروت واعتبره معلما ثقافيا كي لا يتداعى المسرح اللبناني وهو مسرح نخبوي للمثقفين والمسرحيين كما وغيرها من والمواقف التي تميز بها معاليه ساهمت بتنشيط القطاع الثقافي في كافة جوانبه وامتداداته حتى الدولية منها وأنا الشاهد على هذه الانجازات ولست بمعرض تعدادها في احتفالنا هذا".   وألقى الشعراء روبير خوري صاحب مجلة صوت الشاعر والدكتور جميل الدويهي، والأب سمعان بطيش، ونعيم فرحات ونسيم مهنا وكميل سلامه والدكتور بديع ابو جوده والمحامي شوقي ابي صالح قصائد وكلمات اشادت بانطلاقة حديقة الشعراء، وشارك في اللقاء الدكاترة جوزيف شليطا، سمير ابي صالح ميشال ابي فاضل اضافة الى بطرس زعيتر وزياد الهبر وجرى تواقيع لمؤلفاتهم وقراءة قصائد من آخر منتوجاتهم، وتبادل الجميع بطاقات التعارف والتعاهد على إحياء أجمل الأمسيات والندوات في هذه الحديقة التي هي الأولى في لبنان توضع بتصرف الشعراء.