عندما جلس يزيد بن معاوية منتشيا بنصره العسكري المؤزر على الامام الحسين (ع) في واقعة كربلاء , ما كان يعلم ان هذا النصر الموهوم ان هو الا بداية الهزيمة , صحيح ان رأس الامام كان بالطشت امامه الا ان التاريخ لا يُكتب بلحظة عابرة , فقد تحول هذا الرأس المقطوع الى مشعل لطالما تغنينا به نبراسا لكل الاحرار ولطالما اعتبرنا ان الانتصار الحقيقي انما يكون حين تنتصر القضية الحقة ويكون الفتح فتحا عندما " يدخل الناس في دين الله افواجا ,, " ... واما اذا ما كان الانجاز العسكري يقوم على حساب هزيمة المفاهيم والمبدأ وبالابتعاد عن جوهر القضية فهذا " النصر " الظاهري هو في حقيقة الامر  من السهولة  بحيث حتى اعدائنا حاضرون لمنحنا اياه ولا مانع عندهم البتة حتى ان نحتفل به وننتشي طالما هو يصب على المدى البعيد في صلب غاياتهم واهدافهم ,,, لان ما نراه نحن بعيوننا " العربية " نصرا عنتريا ,, هو بالحقيقة كما يرونه بعيونهم ليس اقل من هزيمة نكراء ,,, ولعل هذا هو سبب انتصارهم الدائم علينا !!!