أسئلة كثيرة وملحة أطلقتها خراطيم الأمن التركي على المحتجين والملتفين حول شجرة تفيء بظلالها المعارضون لحزب العدالة والتنمية لاسقاط حكومة الطيب رجب آردوغان الذي أخفق في التعامل مع اعتراض مدروس لتحويل شارع تقسيم الى ميدان شبيه بميادين الربيع العربي .
هل بدأت "ثورة" أتراك ملًوا من اسلاميَ السلطة ؟هل الظروف مساعدة لجعل الاعتراض مساحة تغيير حكومي ؟هل الداخل التركي حاضر للمخاطرة بتغيير حكومي بواسطة الشارع ؟هل هناك رغبة دولية متقاطعة مع المعارضة التركية ؟ ما رأي العرب والدول المجاورة في التأزَم التركي المفاجىء؟
لا شكَ بأنَ هنك امتعاض علماني من حكومة العدالة والتنمية وهو مثقل بهواجس الخوف على الدولة من حزب تضخم بصورة جعلته مسرح الأحداث العربية من خلال النتائج التي أفضت الى وصول الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر وتونس وسيطرتهم المعنوية على واقع البلاد العربية وتأثرهم العلني بتجربة جماعة الاخوان في تركيا بقيادة آردوغان.
الاً أنَ طرق التعبير والتغيير تكفلها القوانين ولا يمكن تجاوز التدابير التي جعلت من تركيا دولة ممالأة في منطقة أوسطية مفتقدة لنمذجة الدولة التركية لذا تجري الأحداث وفق مشروع استغلالي يرفع من أرصدة المعارضة ويُسقط من حسابات جماعات العدالة والتنمية التي احتكرت حكومات متعاقبة منذ ثمنينيَات القرن الماضي .
ثمَة مستوعب كبيرللمشاكل التركية من اقتصادية وسياسية وبعض ما يتصل بالحريَات لذا ندرك أن الظروف مساعدة على صياغة مشروع سياسي لا أمني يكفل استرداد السلطة والعودة بها الى الكنف الصحيح والى الجهة الحامية للدولة العلمانية .
تشير المواقف الغربية المعترضة على استخدام القوَة ضدّ المعترضين الأتراك الى بداية التحول المائل نحو تغيير موازين القوى في تركيا مخافة الوقوع مرَة جديدة تحت سكين الاسلاميين عند أوَل اختلاف معهم كما حصل مع الاسلام الأفغاني والباكستاني خاصة وأنَ الاسلام التركي قدَ توسع بطريقة حاضنة لتيَار الاخوان في العالم وهو مدعو الى السيطرة الطبيعية على سورية بعد سقوط النظام وبذلك يصبح حال سورية حال العراق التابع للدولة الايرانية .وبعض الجهات الغربية تعتقد أن هناك حاجة ملحة لتحجيم نفوذ حزب العدالة والتنمية حماية لمستقبل الأمن في منطقة الشرق الأوسط .
لاشك بأن دولتيَ ايران والعراق على مسافة قريبة من المعارضة وأن الدول العربية مهتمة بكبح جماح المارد الاخواني حفظاً لمصالحهم من الضرر والاضرار الاخوني الزاحف الى مواقعهم السلطوية .حتى أنَ اسرائيل تحبَذ العلمنة لأنها تخاف الأسلمة المفتوحة على تيَارات المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة حماس المرتبطة والمنتمية الى جماعة الاخوان المسلمين .
اذاً نحن أمام مشهد أمني تركي تغذيه سياسات ومواقف متضررة من استمرار الاسلاميين في السلطة مخافة تكوين ما أسماه السيد قطب دولة الاخوان في العالم الاسلامي .
هل ينجح آردوغان من صدَ محاولات اسقاط حزب العدالة بحكمة رجل دولة أم انه سيخسر المعركة اذا ما تعامل معها بعقلية الخليفة ؟