بعد إيران وفرنسا هل أضافت السعودية من رصيد سليمان فرنجية بعد لقائه (الإيجابي) بالسفير البخاري ؟ وبذلك يكون الثنائي الشيعي قاب قوسين أو أدنى من كرسي القصر وبالتالي يكون لبنان من حصة محور الممانعة بعد أن ذهب العرب باتجاه الأسد وألحقوه بالجامعة العربية بعد أن طردوه منها لتستوي بذلك حصة إيران من الإتفاق مع المملكة.
 
حتى اللحظة يتمتع سليمان فرنجية بتأييد داخلي مقابل لا أحد في ظل خيبة أمل مسيحية لقوى لم تستطع أن تكون على مستوى الإستحقاق الأمر الذي أبقى الدور المسيحي هامشياً رغم عنتريات باسيل المملة وهذا ما دفع بطرك الموارنة الى إضمار رغبته بفرنجية اذا ما كان المشهد الماروني على ما هو عليه من مذلة وتعاسة سياسية أسّس لها التيّار العوني الذي باع المسيحيين لصالح كرسي بعبدا.
 
خطاب أمين عام حزب الله أمس أكدّ على مركزية القرار في لبنان بتحديده المباشر لسير السياسة اللبنانية سواء ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي أو بالنازحين السوريين دفعاً منه لخياراته الداخلية والخارجية ومن موقعه الحزبي .
هذا ما يعطل من إمكانية الرهان على المؤسسات الدستورية طالما أن المسارات السياسية من إختصاص النفوذ وفائض القوّة في ظل فراغات شاملة في الأوساط السياسية والطائفية الأخرى.
 
مما يعني أن الإستمرار في التعاطي على النسق القديم والقائم لا يخدم دعوات التجديد في الخطاب السياسي على ضوء الإنفراجات الملغومة مابين الدول المعادية لبعضها البعض وهذا ما يزيد من صعوبات الداخل اللبناني لجهة الأمن والمال والإنقسام السياسي والطائفي .
 
إن رغبة عدم التدخل الخارجي المعلن من قبل إيران والسعودية وترك اللبنانيين على خلافاتهم يقوي من نزعة القوة والإستفراد ومن سياسات التعطيل التي بدأها مسيحياً التيّار العوني رغبة منه بحصد جوائز خسرها طيلة عهده السيء .
بدا المعارضون في زحمة التصالح على التحاصص والمنافع خارج التغطية وهذا ما أضعف من قوتهم التي سلبهم إياها الأتفاق الإيراني – السعودي في لحظة حرجة لم تأت لصالحهم وفي إنقسامهم الذي أعطى أكثر من فرصة جيدة لمحور الثنائي الشيعي.
 
أمام هذا المشهد تبدو ستارة الرئاسة قد لفت فرنجية مؤقتاً ومن الممكن أن تصبح دائمة اذا ما استمر المسيحيون أولاً والمعارضون ثانياً على ما هم عليه من مراوحة ولم يتقدموا خطوات الى الأمام وهذا رهن الوزن السياسي المسيحي المفقود في ظل التفرقة القائمة بين التيارات والشخصيات المارونية والمسيحية ورهن بلوغ  المعارضة البرلمانية لسن الرشد بدلاً من البقاء مراهقين في مجلس دهاقنة .