هل كسرت الإمارات العربية المتحدة قرار الولايات المتحدة الأميركية بخصوص سورية ؟


سؤال هزيل لإفتقاده للوزن المطلوب كونه يقارن فأرة بفيل ، ومع ذلك يحتاج لإجابة كافية لمعرفة تحركات الإمارات بخصوص النظام السوري واستقبال ولي عهدها لبشار الأسد بعيد قرارين أولهما أميركي والثاني أوروبي ، وكلاهما أكدا على محاصرة النظام بقانون قيصر ، وعدم التعامل والتعاطي مع نظام مرتكب لأفظع الجرائم بحق الشعب السوري .


جاء هذان الموقفان الأميركي والأوروبي عشية الذكرى السنوية لإنطلاق الثورة السورية تأكيداً منهما على القرار الأممي 2254 الداعي الى الإنتقال السياسي للسلطة. في حين أن الإمارات العربية إستقبلت رئيس النظام السوري في ذكرى إنطلاق الثورة السورية ، وهذا ما يعني أنها استعادت النظام على حساب الثورة ، وخالفت في ذلك الموقفين الأميركي والأوروبي ، وهذا ما جعلها متجاوزة للقرار الغربي ، وهذا ما جعل السؤال المذكور مُبرراً .


جاء إستقبال الإمارات لبشار الأسد بعد الإتفاق الإيراني – السعودي ، وبعد زيارة رئيس النظام السوري لروسيا وإسماعه ما عليه فعله إنسجاماً مع الترتيبات الصينية – الروسية لمنطقة الشرق الأوسط ، والتي ستُزاحم الغرب وأميركا خصوصاً تمهيداً لجعل النفوذ الأميركي فيها هزيلاً .


ثمّة تقاطعات برزت بقوة أكثر بعيد حرب أوكرانيا بين دول الخليج والصين وروسيا نتيجة لخذلان أميركا لهذه الدول بعد تردد واشنطن الدائم من فرملة إندفاعات إيران، وتركها تلعب بحرية أكثر في أمن الخليج ، وإستهداف السعودية حوثياً ، وضرب أهداف موجعة داخل المملكة . من دون أن تبادر أميركا الى فعل شيء رغم إعلانها الصريح أنها تتقاضى أجراً على الحماية المبذولة لها ، وللمشيخات الخليجية الأخرى .


فتح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باب الفرقة مع إدارة بايدن ، ونشطت سياسته اتجاه الصين وروسيا إقتصادياً وسياسياً ، وهذا ما تقاطع مع إيران التي يشرف عليها الصينيون والروس من خلال الحماية السياسية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وتشغيل المفاعل النووي وصولاً للذروة النووية .


بعد محاصرة روسيا في أوكرانيا خافت الصين على نفسها من الاستراتيجية الأميركية المعلنة ضدها ، وقررت أن يخرج التنين من بكين لينفث بناره على اميركا من قبل أن تصل إليها نيران أميركا من تايون وغيرها ، فجعلت من التقاطعات الإيرانية – الخليجية معها رهاناً على توافق يفضي الى حل النزاعات القائمة بما يتناسب مع حاجة كل طرف لهذا التوافق على أن ترضي النتائج المرتقبة من حل للخلافات مصلحة كل من إيران والسعودية .


بعد نجاح الصين سعودياً وإيرانياً بادرت القيادة الصينية الى حل سريع للحرب في أوكرانيا ، وقد علق بوتين عليها آماله المفقودة في إحتلال أوكرانيا . في حين أن أميركا رفضت الوساطة الروسية كون الصين الشريك الفعلي للروسي في الحرب على أوكرانيا . كما أن أوروبا تعاطت مع الوساطة الصينية بما فيه الكثير من الريبة .


ثمّة من يرى أن الفراغ الأميركي هو من سمح للصين بملئه ، وعليها أن تعيد إدارة بايدن النظر في سياساتها التي جعلت من أعتى حلفائها حلفاءً لخصومها ، وجعلت الصين نافذة وناظرة في مشاكل ومصالح العالم ، وهذا ما سيكرس ما تعمل عليه أكثر من جهة في جعل العالم عالماً متعدد الأقطاب .