تعكس السياسة الفرنسية نفسها في المرآة اللبنانية كأم للشيعية السياسية وللتابعين لها من قوى 8 آذار بعد أن كانت أمّاً للموارنة ومن ثمّ أمّاً لفريق 14 آذار الغير مأسوف على موته المبكر وهذا ما جعل من سياسة الرئيس الفرنسي ماكرون سياسة منحازة بالكامل لفريق 8آذار بقيادة الثنائي الشيعي أمل – حزب الله .


سهلت فرنسا حكومات الثنائي الشيعي ولعب ماكرون دور الإطفائي لحرائق المرفأ فكان من المؤيدين لعدم الخوض في أسبابه ومسببيه ودفع بالأحزاب التي إلتقاها في بيروت إلى التعامل والتعاطي مع حكومة تمثل الزمرة التي خربت البلاد .


لقد نشطت فرنسا في أكثر من موقف من السعودية لصالح جماعة 8 آذار ومنها فك حجز سعد الحريري أثناء إقامته الجبرية في المملكة ودعم إقتصاد لبنان المنهار رغم الموقف الرسمي المعادي للمملكة وها هي اليوم وفي اوج الإستحقاق الرئاسي تتبنى مرشح الثنائي الشيعي لرئاسة الجمهورية رغم الإعتراض الماروني الكامل والشامل وهي تسيس هذا الترشيح بشروط تنطلي عل غشيم سياسي كماكرون .


أمس استقبلت فرنسا مرشح الثنائي الشيعي سليمان الفرنجية على خلفية الإلتزام بقواعد السياسة الرسمية العربية كما حددتها المملكة العربية السعودية في أكثر من مناسبة وهذا بحد ذاته منطق غبي من دولة يفترض أن تكون أكثر نضجاً إلاّ إذا كانت شريكاً أساسياً كما هي مواقفها السابقة من تركيبة السلطة  ويبدو أنّها ما زالت على سيرتها المعهودة في دعم قوى الواقع السياسي والأمني .


حتى اللحظة يبدو أن المملكة صامدة أو ثابتة على مواقفها من مواصفات الرئيس المطلوب طالما أن الإتفاق مع إيران لم يضع ما يلزم بعد لتصحيح مسار العلاقات بين الدولتين خاصة وان اليمن مازال على عهده ولم ينظر الشريكان في الحرب عليه بماهية الحلول الممكنة كي تضع الحرب أوزارها ويتم تقاسم ما تبقى منه سالماً .


من المخجل أن ترى المعنيين الأساسيين على ضوء النظام الطائفي في واد غير واد فلا تحرك ولا من فعل او حراك داخلي أو خارجي بل ثمّة إنتظار لما تفضي إليه التفاهمات الفرنسية – السعودية وهذا ما يجعل من فرنجية واحداً أحداً لرئاسة الجمهورية .


لقد قال الثنائي الشيعي قولهما في الرئاسة وحددا بشكل واضح مرشحهما للرئاسة ولا مجال بالنسبة لهما لمرشح آخر تماماً كما حدد حزب الله سابقاً  مرشحه عون لرئاسة الجمهورية ولم يبدل تبديلاً بل من بدل المعترضون على الجنرال ميشال عون .


وهذا بحد ذاته إختبار فعلي لمدى السيطرة على السلطة في لبنان لذا تُعد بوابة بعبدا مفتاح الحزب الحاكم .