في المنطقة الممتدة من اليمن حتى كردستان، فالعراق وسوريا وتركيا ولبنان والاردن وفلسطين، وصولاً الى المغرب العربي ببوابته مصر، يرتفع منسوب العنف بشكلٍ مُريع، والجميع متأهبون لمحاربته من كل جانب، ويُجمعون على مكافحته بوصمه بالإرهاب, ولم نعُد نعرف من هو الإرهابي، ومن هو المُسالم، ومن يقوم بالفرز والتصنيف، ومن يتصدّى لمن؟ هل أميركا تحارب الارهاب؟ وهل روسيا بقواتها وطائراتها المقاتلة تحارب الإرهاب؟ وهل إيران "الإسلامية" تحارب الإرهاب؟ والسؤال اليوم، من هم الارهابيون؟ الحوثيون أم القاعدة، أم الحشد الشعبي، أم داعش؟ أم النُصرة، أم حزب الله، أم حماس، وماهو موقع بشار الأسد على خارطة الإرهاب؟ وأردوغان أين هو؟ هل يدعم الارهاب أم يكافحه؟ وأمراء الخليج مع من (مع الارهاب أم ضدّه)؟ وفيصل القاسم مع من؟ مع أميركا أم يعاتبها فقط؟ وإسرائيل، ما هو موقعها وسط هذه الفوضى العارمة، هل تدعم  النظام السوري، أم تدعم المعارضة بألوانها المختلفة؟ وإذا خرج النظام السوري منتصراً، لاقدر الله ولاسمح، هل سيقوم بتنظيف سوريا من الإرهاب والإرهابيين. أم سيضاعف جرائمه الإرهابية الموصوفة؟واذا قامت خلافة القاعدة وداعش، والعياذ بالله، هل ستُكفّر عن جرائمها، فتنشر رسالة النبي محمد، نبيُّ الرحمة والمغفرة، وإصلاح ذات البين، والأمّة الواحدة والمؤمنين المتراصين كالبنيان المرصوص، فيُطلقون الأسرى، ويحرّرون المسبيات، ويعيدون الأجانب الذين لايعرفون من الإسلام إلاّ إسمه، ومن القرآن إلاّ رسمه إلى بلادهم، وفي بلادنا العربية، هل سترتفع راية"لاإله الا الله...محمد رسول الله" وقد غابت الضّحيةُ الجاثيةُ على الارض، واختفى السكين القاطع المُعدُّ للذّبح, ونشهد مع الإتفاق السعودي-الإيراني السّنيَ متأبطاً ذراع الشيعي، والعكس بالعكس، والذئب يرعى مع الغنم بوئامٍ وسلام، وتُسرّحُ الجيوش، وتُصرفُ الميزانيات العسكرية على التنمية والغذاء، وتتعانق على أرضنا كل الامبرياليات المتزاحمة، الأميركية والروسية، والإيرانية والتركية والأوروبية. فتُفتحُ الحدود، ويتنقّلُ البشر بحُرّية, وتوسَّع قناة السويس، ويُفتح باب المندب على مصراعيه، وتعيد إيران الجُزرَ الثلاث للإمارات العربية المتحدة، وتتوقف حرب اليمن الدامية، وتقوم في فلسطين دولةٌ ديمقراطية لكل الطوائف، تربطُ المشرق العربي بمغربه كأيام زمان، سقا الله أيام زمان، أيام الحلم بأُمّةٍ عربيةٍ واحدة، ذات رسالة خالدة، وسقا الله الأحلام التي لا تنضب ولا تتحقّق.