بعد طول انتظار أعلن السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله دعمه لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية، بعد أن أوضح مراراً أنّه لا يتبنّى ترشيحه، وأنّ فرنجية ليس مرشح حزب الله، هو مرشح طبيعي وحزب الله يدعمه ليس إلّا، وكان السيد نصرالله يأمل طوال خمسة أشهر أن يُرافقه في هذا المركب "الصعب" النائب جبران باسيل، ذلك أنّ أحبّ ما يكون إلى قلب نصرالله هو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وذلك لمطواعيته وحُسن أدائه اتجاه الحزب الخميني، كما ظهر ذلك بوضوحٍ، خلال تجارب عدّة، وسنين عديدة، ولكن لانعدام حظوظ باسيل بارتقاء سدّة الرئاسة الأولى، وجد نصرالله نفسه مُضطرّاً لمؤازرة الرئيس نبيه بري بترشيح فرنجية، والله غالبُ أمره، أمّا إذا تعذّر تأمين نصاب الجلسات، أو تأمين خمسة وستين صوتاً لفوز فرنجية، فليتحمّل كلّ فريقٍ تبعات قراره وخياره، وعندها ستطول مدة الشغور الرئاسي، ويكون حزب الله قد غسل يديه من دم ابن يعقوب، فها أنتم أيها المسيحيون (تياراً وقوات) من تُعطّلون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي تُعطلون انتظام عمل سائر المؤسسات الدستورية.


كلمة مقتضبة للوزير السابق سليمان فرنجية، آمل أن لا تنطلي عليك هذه الألاعيب، هم يعرفون جيداً أنّك لن تكون مطيّةً لهم، كما كان غيرك، وقد ذكرهم بالإسم السيد نصرالله: الرئيسان السابقان إميل لحود وميشال عون، يعرفون جيداً أنّ الحسّ الوطني الذي ورثته عن أجدادك قد يقف حجر عثرة أمام مشاريعهم الجاهزة لهدم لبنان نظاماً وكياناً، ذلك أنّ مطامحهم ومصالحهم الإقليمية قد لا تتوافق مع طموحك ومصالحك الوطنية، لذا هم قد يسحبون دعمهم في أقرب فرصة تُتاح لهم، فرصة قد تساعدهم على دعم جبران باسيل للوقوف على قدميه، والإنتصاب مجدّداً للسّير حثيثاً نحو قصر بعبدا، وإن لم يكن باسيل شخصياً، فقد يعثرون على رئيس جمهورية يشبه حسان دياب، يكون أكثر طواعية ومرونة من فرنجية، وأكثر التزاماً بحماية ظهر المقاومة،  وقصم ظهر الشعب اللبناني الصابر الأبيّ، والذي بات بلا وقاية ولا مناعة ولا سنَد ظهر.